responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في رحاب القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 82

وهو إذا ما أُصيب بمصيبة قال (قإِنَّا لِلّهِ وإِنّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [1] لأنه يعلم بأنه سيرجع إلى ربه، وأن كل ما يملك إنما هو بتخويل من المالك الأول، وهو الله عز وجل. فهو مطمئن إلى عودته إلى الله، وإلى أن خالقه يهيمن عليه، وهذا العلم وهذا الأطمئنان يمنحان الفرد المؤمن بصيرة ربانية تجعله ينظر إلى المستقبل على أساس الصبر والاستقامة والتحدي، باعتبار أن إيمانه بعظمة ما أعدّ له في الدار الآخرة لا يمكن أن يقاس بتفاهة المشاكل والصعوبات، فتراه يتلقاها برحابة صدر بالغة.

ألا ترى الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام حينما نزلت به المصيبة الكبرى ووجد ابنه الرضيع مذبوحاً بين يديه، فقد أخذ دم رضيعه الشهيد ونثره إلى السماء قائلًا قولته المقدّسة:" هوّن عليَّ ما نزل بي أنه بعين الله" [2] فهو على اعتقاد راسخ بأن الله يرى ويكتب ويحفظ شرف وقدسية دم هذا الشهيد الصغير، مما يهوّن عليه الخطب الأليم.

إذن؛ فالله الذي أمر بالصبر قد مهد الطريق لاحبائه بالالتزام به؛ فبيّن لهم في قرآنه المجيد أن جزاء الصابرين النصر في الدنيا، والشرف في الحياة، وعظيم الجزاء والثواب في الآخرة، حيث الرضوان والجنان والنعيم المقيم، بما فيه القصور والحور والسعادة المطلقة، الأمر الذي من شأنه تخفيف الآلام وتجاوز العقبات.

فكم من مؤمنة ومؤمن كانوا يعانون الأمرين من العوز والاضطهاد والملاحقة والتعذيب في سجون الطغاة، ولكن مجرد تذكرهم الدار الآخرة والجنان الخالدة، ومجرد


[1] البقرة/ 156.

[2] بحار الانوار، ج 45، ص 46.

نام کتاب : في رحاب القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست