responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في رحاب القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72

النَّاسَ جَمِيعاً) [1] لأن هذا القاتل قد أراد إنهاء الوجود، والوجود هو الحياة. ولما أرخص القاتل حياة أحد الأفراد، فكأنما قد أرخص كل حياة.

من هذه الزاوية نهانا ربنا عز وجل عن أن نقتل أولادنا. ولكن هل يمكن تصوّر أن يقتل الإنسان أولاده؟ وكيف؟!

نعم؛ يمكن ان يقتل المرء أولاده حيث تتراكم على نفسه أكداس من الخرافات وأساطير الأولين ووساوس الشيطان، فبيدأ بقتل الأولاد كما كان ذلك سارياً في بعض القبائل العربية الجاهلية، حيث كانت تدس البنات في التراب، فيقول قائلهم. نعمَ الصهر القبر؛ أي أنه يرضى للقبر أن يكون له صهراً، بدلًا عن أن يجهد في تربيتها والإنفاق عليها ثم يزوجها حتى جاء الإسلام مندداً بهذا الواقع الرهيب، حيث قال (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) [2]؟!

بل لقد تعدى الأمر إلى أبعد من هذا، فقد عمدوا الى قتل الذكور من أولادهم بداعي الخوف من الفقر وضنك العيش، يائسين من رحمة الله ورزقه. قال الله تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاق) أي خوفاً وحذراً من الفقر والفاقة (نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) فالله وحده مصدر العطاء والرزق، فلا يظنن ظانٌّ أنه يعيش بطوله وقدرته.

أما الآن فقد اخذت بعض البلدان والمؤسسات الدولية تعمل وتحرض على تحديد النسل، تحت غطاء قلة المستشفيات الكافية لولادتهم، وشحة المدارس لتعليمهم، وندرة فرص العمل‌


[1] المائدة 32.

[2] التكوير/ 8- 9.

نام کتاب : في رحاب القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست