(ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ) ففي مقابل
هذه الدنيا التي منح، تكون جهنم مأواه الأخير
(يَصْلَاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً)، حيث العنت والألم الدائم.
ولا يمكن تصور احتمال تعوده عليهما، بل تبقى الهزيمة الساحقة تلاحقه في كل لحظة من
لحظات وجوده في النار، ويبقى الإحساس بالعذاب المهين هو المستولي الدائم عليه، فلا
أحد ينصره أو ينفعه من دون الله.
ولكن من أراد الجنة وسعى لها سعيها، استعدّ لدفع الثمن، ذلك لأن
الجنة حُفّت بالمكاره والصعاب، فبذل من التضحية والصبر والاستقامة على ما أُمر به
ما وسعه. فالمجاهد يطلب الجنة ويبذل دمه ثمناً لهذا الطلب، والشاب الصابر على
شهواته والكاف عن الاسترسال معها فإنه يدفع ثمن الجنة بصبره هذا.
(وَمَنْ أَرَادَ الاخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَاوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً) فبقدر ما عملوا
حصلوا على النتائج المرضية.