responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن حكمة الحياة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 38

سيكون بالنسبة إليك نوراً وهدى وبصيرة وكل ما تبغي منه أن يكون لك.

وبناء على ذلك فإنك إذا أردتَ أن تقرأ القرآن، فاقبل عليه بحالة نفسية معينة تقتضي منك أن تعمل بمضامين آياته كأن تنفق أموالك، أو تترك علائقك الدنيوية، وتهجر بلدك، وتقاوم وترفض وتثور. أما أن تجعل على عينيك غشاوة، وفي أذنيك وقراً وتهرب من القرآن لأنه يأمرك مثلًا أن تهاجر من بيتك وبلدك، فهذه ليست قراءة واعية ومتدبرة له.

وبالطبع فإنّ من الصعوبة أن يصل الإنسان إلى حالة التسليم المطلق لأوامر الله تعالى، فهذه الحالة تقتضي من الإنسان أن تتفجر الحكمة من جوانبه وأن يقع مغشياً عليه عندما يقرأ القرآن، وأن تنقله من حضيض الذنب إلى قمة التوبة والطهر، والله سبحانه وتعالى يطلب منّا أن نخلق هذه الحالة في أنفسنا فيقول: [أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِ‌] [1]، بل إنّ الجبل نفسه لا يستطيع أن يتحمل نور القرآن كما يقول تعالى: [لَوْ أَنْزَلْنَا هذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ‌] [2].

فحاول أن تضع نفسك في هذه القمة، واتل الآيات القرآنية بتدبر، وحينئذ ستجد شلال النور يهبط عليك، وستجد ربك ذا العزة والجبروت يحدثك، وفي هذا المجال‌


[1] - سورة الحديد/ 16.

[2] - سورة الحشر/ 21.

نام کتاب : القرآن حكمة الحياة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست