responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 65

وتعالى قد كشف لهما- بهذا التوجيه الحكيم- أن فرعون، ومن هو على شاكلته، أشد الناس خوفاً وهلعاً وجبناً.

وآية ذلك: توسُّلهم بالأساليب الكاذبة والمخادعة لإخافة الناس، بالإضافة إلى إحاطة أنفسهم بمزيد من الأعوان والحرس. ولو كان فرعون، وأمثاله من طواغيت الحكام، يتمتَّعون بشي‌ء من الشجاعة لاستغنوا عن كل أساليبهم في الدَّجَل، والمكر، والاحتماء خلف أعوانهم. ولذلك، فقد جاءت كلمة فَأْتِيا تحريضاً على استحقار هذا الطاغية، الذي خُيِّل لعقله السخيف أن يدَّعي الإلوهية والربوبية، بل وحتى الربوبية العليا!.

وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن المجيد، مثل قول الله تعالى- حين يُحرِّض عباده الصادقين على الجهاد والقتال- فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ‌ [1] دون خوف أو وجل، لخوائهم وفزعهم بمجرد إحساسهم باقتراب ساعة المواجهة.

2- فَقُولا إِنّا رَسُولُ رَبِ الْعالَمينَ‌.

لقد كان فرعون يعرف جيداً أن الربَّ غيرُه، وأن هذا الربَّ هو الذي يُدبِّر شؤون العالم كلِّه، وكان يحمل- منذ سنين طويلة- هاجس الرُّعب من أن تحين عليه ساعة المواجهة برسول الربِّ.

لذلك؛ فقد صُعق فرعون حينما جاءه الرسولان معاً، وأعلنا له بكل صراحة وجُرأة أنَّهما رسولان من ربِّ العالمين الذي بيده مقاليد الأمور، وأنهما قد جاءاه برسالةٍ مجيدةٍ وهدفٍ سامٍ من ربِّ العالمين، ذي القدرة والجبروت، على وجه الصدق والحق.


[1] سورة التوبة، آية: 12.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست