الشفاعة حق، وهكذا يشفع المؤمن لأصدقائه، ولكن ما حكمتها؟. أليس الله
هو الذي يأذن بها، فَلِمَ لا يرحم عباده المذنبين مباشرة ومن دون واسطة الشفعاء؟.
الآخرة هي حصاد الدنيا، وحكمة الشفاعة في الدنيا تواصل الناس بعضهم
مع بعض، وأن يكون محور هذا التواصل الإيمان. فالأقرب إلى الله إيماناً وعملًا
صالحاً هو الأحرى بالصداقة الحميمة. أليس تتجلَّى فيه الصفات المثلى؟. وهكذا يكون
هو الشفيع لمن يرتبطون به يوم القيامة. وهكذا نجد الكفار يوم القيامة يشتد بهم
الندم، لأنهم لم يتَّخذوا صديقاً حميماً ينفعهم يومئذ.
وهكذا ينبغي- ونحن لا زلنا في الدنيا- أن نبحث أبداً عن المؤمنين لكي
نتواصل معهم لعلهم يشفعون لنا غداً.
بصائر وأحكام
الشفاعة حق، وهي في الآخرة تجلٍّ لما في الدنيا من صلة بين الناس
وبين عباد الله الصالحين الذين يأذن الله لهم بالشفاعة، وعلينا أن نتواصل معهم في
الدنيا لكي ينفعونا في الآخرة.