كان الاتجاه العام لسورة الكهف هو بحث علاقة الإنسان بزينة الحياة
الدنيا، فجاءت سورة مريم لتركز الضوء على علاقة الإنسان بالأسرة والأولاد أي قضية
الامتداد البشري وإطارها السليم.
وثمة ملاحظتان
الأولى: يؤكد الإسلام على ضرورة تحديد الإنسان لعلاقته
بالطبيعة في إطار علاقته الكبرى بربّه وربّها، لأن الأخرى، هي التي تحدّد أعماله
وسلوكه وكيفية تكوين علاقاته. ويجب أن يضّحي بكل شيء من أجل هذه العلاقة، فهو عبد
لربه يحبه ويحب من يحبه ويبغض من يبغضه. فعلاقة الإنسان بالطبيعة امتدادية وليست
ذاتية، فلأن الله أمرنا أن نعمر الأرض ونبني البيت، ونكوّن العائلة، ونحب أولادنا
أو نشفق عليهم. فإنا نقوم بكل ذلك في حدود أوامر الله وتوجيهاته.
ولقد جاءت سورة مريم لمعالجة هذه الحقيقة، ولذلك جاء في الحديث