القرآن ميزان ومن دونه لا يملك الإنسان بصيرة بنفسه ليعرف من هو وكيف
هو؟ أليس حب الذات يجعله يزعم أبدا أنه على صواب؟! بينما هنالك مقاييس إن طبقت
عليه كان صالحا، وإلا، لا يغنيه التنمي والتظني والادعاء شيئا.
ولا يكفي أن يدعي أحد أنه مسلم، وأنه يؤمن بالآخرة، إنما يجب أن يصدق
عمله قوله. وسورة الماعون تذكرنا بهذه الحقيقة، وتبين صفات المكذب بالدين وإن ادعى
التصديق به وهي: طرد اليتيم، الرغبة عن المسكين، الاستهانة بالصلاة والرياء فيها،
ومنع الخير عن أهله.
وهكذا تأتي السورة المباركة فرقانا يميز المؤمن حقا بالدين والمكذب
به.