responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاصد السور نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 291

خلق ما في الأرض للإنسان، فلأي شي ء خلق الإنسان نفسه؟ ألم يجعل الأرض مهاداً، والجبال أوتاداً، بل وجعل في ذات الإنسان ما يدل على بديع الصنع، وبالغ الحكمة؟ لقد خلقنا أزواجاً، وجعل لنا النوم استراحة عن العمل، وجعل الليل لنا ستراً والنهار معاشاً للنشاط والحركة (الآيات: 6- 11).

أما السماء فقد جعلها سقفاً محفوظاً بسبع طبقات شداد، وعلَّق فيها لأهل الأرض سراجاً وهاجاً، ثم أنزل منها ماءً متواصلًا مندفعاً، ثم جعل هذا النظام مترابطاً ببعضه، فأنبت من الأرض حَبَّا ونباتاً، وجنات ألفافاً (الآيات: 12- 16).

كل ذلك من أجل الإنسان، والإنسان من أجل المسؤولية، ولكي يقدم للمحاكمة غداً في يوم الفصل الذي كان ميقاتاً للحساب، يوم ينفخ في الصور فتَوافد الخلائق أفواجا أفواجاً. أمّا السماء فإنها تتحول إلى أبواب لتنزل الملائكة بالعذاب أو الثواب. أما الجبال التي أَكَنَّتْ البشر فتكون سراباً (الآيات: 17- 20).

هنالك الحساب، فبينما يساق الطغاة إلى جهنم ليبقوا فيها أحقاباً بلا برد ولا شراب، تجد المتقين في مفاز، حيث يدخلون الجنة ليتمتعوا بنعيمها وأمنها وخلودها. وهذا وذاك يكون تجسيداً لمسؤوليتهم في الدنيا، وجزاءً وفاقاً لأعمالهم (الآيات: 21- 36).

ترى هل وراء ذلك اليوم الرهيب أمر آخر؟ بلى؛. هناك ما هو أخطر منه .. إنه النار أو الجنة.

أَو ليست جهنم مرصاداً للطاغين، والجنة مفازة كريمة للمؤمنين؟.

إن الطغاة تغافلوا عن السنة الإلهية والقانون الرباني، ثم كفروا بكل الحقائق، ومن ثم التحذيرات السماوية، ووعى المتقون السنة ففازوا بالجنة وأمنها وسلامها.

وتختم السورة بتصوير مشهد من مشاهد القيامة، حيث يقوم الروح والملائكة صفًّا لا يتكلمون، ويذكرنا ربنا بأن فرصة الاختيار السليم لا تزال قائمة، فقد أنذرنا عذاباً قريباً، يوم يرى المرء أعماله التي قدَّمها متجسدة أمامه. أماالمؤمن فيفرح بها، وأما الكافر فيقول: يا ليتني كنت ترابا، ولم أُقدِّم مثل هذه الأعمال أو أتحمل تلك المسؤوليات (الآيات: 37- 40).

نام کتاب : مقاصد السور نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست