بهم طمعا في نيل القدرة، ودليل ذلك اعترافهم أنفسهم بعجزهم عن اختراق
الحجب واستراق السمع من الملأ الأعلى، وعجزهم عن مقاومة إرادة الله، أو حتى الهرب
من حكومته وسلطانه.
وحيث تتمحور السورة حول الحديث عن الجن الذين أُشْرِك بهم ولا يزال
بعض الإنس؛ تؤكد الآيات الأخيرة على حقيقة التوحيد، وأنه تعالى الذي يملك الضرر
والرشد، وهو أهل الاستعاذة به، وعالم الغيب لا يشاطره أحد فيه إلا من ارتضى من
رسله .. مما يعطي الشرعية لخط الأنبياء فقط، أما الجن ومن يتصل بهم- سواء كانوا
كهنة أو سحرة أو منجمين- فلا يجوز اتباعهم أبدا (الآيات: 15- 28).