وفي الآيات الأخيرة من السورة يتحدث القرآن عن ضرورة الإيمان بالله
وبالرسول بشكل كامل، والاعتصام بالنور الذي أنزله، وكمثل لهذا الإيمان يذكر القرآن
حكماً في الإرث، وينهي به سورة النساء.
إن هذا الاستعراض الموجز لتفصيل (سورة النساء)، يكشف لنا الخيط الذي
يربط بين موضوعاته الرئيسية، وهو المجتمع الإسلامي بما فيه من قيم الحق والعدالة
والتقوى، وبما فيه من حقوق المرأة، واليتيم، والسفيه، والفقير، والدفاع عن
المستضعفين والمحرومين وما له من قيادة حكيمة، وسياسة واضحة، وإرادة حازمة، معتمدة
على قواعد راسخة من إيمان الأمة بالرسول وبأولي الأمر من بعده.
وبالطبع؛ لا يتحدث القرآن عن المجتمع المسلم بطريقة علمية فحسب، بل
وتربوية أيضاً، فنكتشف من خلال حديثه المبارك كيف نبني هذا المجتمع، وما هي
الدواعي التي تدفعنا إلى اختياره.