وتتجلى الحقيقة بكل جلالها وعظمتها في يوم القيامة، وحين نتصور
أهوالها نزداد وعياً بها في الدنيا أيضاً. (الآيات: 13- 18).
وأصعب المواقف وأشدها جديةً وهولًا عند استلام الكتاب المصيري، فمن
أوتي كتابه بيمينه فطوبى له، ومن أوتي بشماله فيقول من فرط حسرته
يا لَيْتَني لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ، ويقول يا
لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ! (الآيات: 19- 29).
إنها عاقبة المتهاونين الذين لم يكونوا جديين في وعي الحقيقة، وفي
الإيمان بالله والحض على طعام المساكين. (الآيات: 30- 37).
ويقسم القرآن بكل حقيقة نبصرها، وبكل حقيقة قائمة ولكن لا نبصرها بأن
القرآن حق، وهو قول رسول كريم، وإنه بالتالي ليس خيالات باطلة ولا ظنون كاهن.
(الآيات: 38- 43).
وتتجلى حقانية الرسالة في شدة الله الجبار مع من يخالفها، بل ومع
المرسل بها لو افترض التقول عليه ببعض الأقاويل، فإنه ليأخذ منه باليمين ثم ليقطع
منه الوتين. (الآيات: 44- 47).
ويبدو أن من يتهاون في شأن الحق أو يكذب به أو لا يعيه أو لا يوقن به
حق اليقين .. يبدو أنه لم يعرف ربه الذي يضمن الحق، يجريه بقوته الشديدة وقدرته
الواسعة. لذلك فنحن بحاجة إلى تقديس الله سبحانه وتنزيهه حتى نقترب من معرفته
ومعرفة الحق به، ولعله لذلك اختتمت السورة المباركة بقوله سبحانه
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظيمِ. (الآيات: 48- 52).