responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاصد السور نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 253

لفريق الصالحين حيث الجنة). وهكذاسبق لا يدخر العاقل فيه جهداً، ولا يضيع فرصة أبداً. (الآيات: 10- 11).

ونقرأ في آيات هذه السورة بياناً لجانب من ركائز النفاق، كمخالفة القيادة الرسالية، والاستكبار على من حولها من المستضعفين الفقراء، والاغترار بما عندهم من الأموال. وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: لماذا هذا الحديث العريض عن النفاق والمنافقين في كثير من مواضع القرآن، إلى حد يخصص الله سورة باسمهم؟.

والجواب كما يبدو لي لثلاثة أمور رئيسية

الأول‌: لتحذير المؤمنين من خطر الوقوع في النفاق بالذات، وأن المؤمن أقرب للتورط في مرض النفاق منه إلى الكفر، إذن فهو بحاجة لمعرفة حدود هذه المنطقة الخطرة، وصفات أهلها، وسبل تجنب الدخول فيها للخلاص من شرورها.

الثاني‌: لتوجيه اهتمام القيادة الرسالية والمجتمع الإسلامي إلى خطر هذا الفريق على مسيرة الأمة ومستقبلها.

الثالث‌: ثم إن تنوع الحديث عن النفاق في القرآن الكريم ضرورة يفرضها البحث في هذه القضية، فالنفاق- كما أعتقد- هو انهزام الإنسان أمام الحقيقة، فلا هو يقبلها بإخلاص، ولا هو يردها بصراحة، وهذه الحالة تختلف باختلاف الحقائق، فهناك نفاق يقع فيه الذين لا يؤمنون بالله عز وجل، وآخر في مواجهة القيادة الرسالية، بل هناك نوع منه في مواجهة بعض التشريعات الإلهية.

وبتعبير آخر؛ إن النفاق هو الاتجاه المعاكس للإيمان، وباعتبار الإيمان يمتد على مساحة الحقائق كلها، فإن النفاق يمتد بالتضاد على المسافة ذاتها، وتناول القرآن لموضوع النفاق في سور كثيرة يستهدف معالجته من جوانبه المختلفة علاجاً شاملًا.

نام کتاب : مقاصد السور نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست