responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاصد السور نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 174

السلطة، والثروة، والشهرة في نفس الإنسان، فإذا به تأخذه العزة بالإثم، وينطلق في سبيل الشقاق عن الحق، وعبادة آلهة القوة والغنا، رغم عظمة القرآن وقدرته الهائلة على التغيير والتأثير على الإنسان.

في افتتاحية هذه السورة نقرأ: إن الذين كفروا في عزة وشقاق، وسرعان ما ينذرهم الرب بمصير الذين أهلكهم من قبل، ويذكرنا بمحور ضلالتهم، حيث أنهم تعجبوا من حذف الآلهة، والأمر بعبادة إله واحد، كما أنهم استهانوا بالرسول انطلاقاً من مقاييسهم المادية.

ويعالج القرآن هذه الحالة ببيان حقارة ما يملكون (من قوة ومن غنىً)، إذا قيس بملك السماوات والأرض، وبخزائن رحمة الرب العزيز (الآيات: 1- 11).

أما خاتمة السورة؛ فتذكرنا بقصة إبليس الذي رفض السجود لأبينا آدم (ع) اعتزازاً بعنصره الناري، وكيف أن هذه العزة الآثمة كانت وراء هلاكه وهلاك تابعيه إلى يوم القيامة، حيث يحشرون في نار جهنم حشراً (الآيات: 71- 88).

و بين تلك الفاتحة وهذه الخاتمة يسرد السياق نمطين من القصص

الأول: قصص المكذبين الهالكين يشير إليها مجرد إشارة (الآيات: 12- 16)، بينما يفصل القول في النمط الثاني الذي وهب الله لهم الرب ملكاً واسعاً، وثروة عريضة، ولكنهم لم يغتروا ولم يشاققوا الله بها كداود وسليمان (عليهما السلام)، ثم إبراهيم وإسحاق ويعقوب (عليهم السلام)، ويبين أنهم فازوا بنعيم الدنيا وحسن ثواب الآخرة، بالإضافة إلى الذكر الحسن عبر التاريخ (الآيات: 17- 54). وفي مقابل هؤلاء يذكرنا السياق بمصير المكذبين الذين أقحموا في نار جهنم ليتخاصموا مع بعضهم، وبالذات يتخاصم التابعون مع المتبوعين (الآيات: 55- 70).

ومن خلال قصص الأنبياء وتقديرهم، وبيان الحكومات العادلة التي أقاموها في الأرض، وبالذات قوله الله عز وجل لداود (ع) يا داوُودُ إِنّا جَعَلْناكَ خَليفَةً فِي اْلأَرْضِ‌

ومن خلال بيان هلاك إبليس بسبب رفضه السجود لآدم (ع)، وبيان هلاك المستضعفين بسبب تسليمهم للمستكبرين، نستطيع- من خلال كل ذلك- أن نعرف أن‌

نام کتاب : مقاصد السور نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست