responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 96  صفحه : 46

ذللا، يهلون لله حوله، ويرملون [1] على أقدامهم، شعثا غبرا له، قد نبذوا السرابيل [2] وراء ظهورهم، وشوهوا باعفاء الشعور محاسن خلقهم، ابتلاء عظيما وامتحانا شديدا واختبارا مبينا وتمحيصا بليغا جعله الله تعالى سببا لرحمته، ووصلة إلى جنته، و لو أراد الله سبحانه أن يضع بيته الحرام ومشاعره العظام، بين جنات وأنهار وسهل وقرار، جم الأشجار، داني الثمار ملتف البنى [3] متصل القرى، بين برة سمراء [4] وروضة خضراء، وأرياف محدقة، وعراص مغدقة، وزروع ناضرة وطرق عامرة، لكان قد صغر قدر الجزاء على حسب ضعف البلاء، ولو كان الأساس المحمول عليها، والأحجار المرفوع بها بين زمردة خضراء وياقوتة حمراء ونور وضياء لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور، ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ولنفى معتلج [5] الريب من الناس ولكن الله يختبر عباده بأنواع الشدائد، ويتعبدهم بألوان المجاهد، ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجا للتكبر من قلوبهم، و إسكانا للتذلل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبوابا فتحا [6] إلى فضله، وأسبابا ذللا لعفوه [7].
أقول: قد مر بتمامه مشروحا في كتاب النبوة.
36 - دعائم الاسلام: روينا، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال في قول الله: " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل


[1] الرمل: بالتحريك ضرب من السير فوق المشي ودون الجرى وهو الهرولة.
[2] السرابيل: الثياب واحدها سربال بكسر السين المهملة فسكون الراء.
[3] ملتف البنى: كثير العمران.
[4] البرة: الحنطة والسمراء أجودها.
[5] الاعتلاج الالتطام ومنه اعتلجت الأمواج إذا التطمت، والمراد زال تلاطم الريب والشك من صدور الناس.
[6] فتحا وذللا بضمتين، والأولى بمعنى مفتوحة واسعة، والثانية مذللة ميسرة.
[7] نهج البلاغة - محمد عبده ج 2 ص 170 - 173.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 96  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست