responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 436

الدنيا إليه، في ظل عيش غفول [1] إذ وطئ الدهر به حسكه، ونقضت الأيام قواه، ونظرت إليه الحتوف من كثب، فخالطه بث لا يعرفه، ونجي هم ما كان يجده [2] وتولدت فيه فترات علل آنس ما كان بصحته، ففزع إلى ما كان عوده الأطباء من تسكين الحار بالقار [3] وتحريك البارد بالحار، فلم يطفئ ببارد إلا ثور حرارة، ولا حرك بحار إلا هيج برودة، ولا اعتدل بممازج لتلك الطبايع إلا أمد منها كل ذات داء [4] حتى فتر معللة، وذهل ممرضه، وتعايا أهله بصفة دائه، وخرسوا عن جواب السائلين عنه، وتنازعوا دونه شجي خبر يكتمونه [5]


[1] " فبينا هو يضحك إلى الدنيا " أي مشتاقا أي متوجها إليها. و " يضحك الدنيا إليه " يجرى على وفق مراده. ووصف العيش بالغفلة لأنه إذا كان هنيئا يوجبها.
[2] الحسك: نبات تعلق قشرته بصوف. والمراد ابتلاؤه بآلام الدهر. والحتوف جمع الحتف - بالفتح - وهو الموت والهلاك. والكثب - بالتحريك -: أي قرب، يعنى توجهت إليه المهلكات على قرب منه. والبث: الحزن. وخالطه الحزن أي دخل في باطنه والنجى: المناجى، فعيل من ناجاه مناجاة أي ساره. والهم: الحزن.
[3] الفترة - بالفتح -: انكسار الحدة واللين على الحال. و " آنس " حال من ضمير " فيه ". أي تولد فيه الضعف بسبب العلل حال كونه أشد انسا بصحته من جميع الأوقات السابقة والقار هنا ضد الحار.
[4] أي ما طلب تعديل مزاجه بدواء يمازج ما فيه من الطبايع ليعدلها الا وساعد كل طبيعة على تولد الداء.
[5] معلل المريض: من يسليه عن مرضه بترجية الشفاء، كما أن ممرضه من يتولى خدمته في مرضه لمرضه. وذهله وذهل عنه - كمنع - أي نسبه أو تناساه عمدا. وتعايا أي أظهر العيى أي العجز، وعييت بأمري كرضيت: إذا لم تهتد لوجهه، وتعايا أهله بصفة دائه أي اشتركوا في العجز والحيرة عن وصف دائه للطبيب ومن يسأل عن حاله. وخرس. كفرح - أي انعقد لسانه ومنع من الكلام خلقة والمراد سكتوا كالأخرس عن جواب السائلين فلا يخبرون عن عافيته لعدم ظهور أماراتها، وعن عدمها ويأسهم من البرء لكونه مكروها لنفوسهم فلا ينطق بذكره لسانهم.
و " شجى ": الحزن والخبر الذي يكتمونه هو موته، وقال بعض شراح النهج: أي تخاصموا في خبر ذي شجى أي خبر ذي غصة ينازعونه وهم حول المريض سرا دونه وهو لا يعلم بنجواهم وبما يفيضون فيه من أمره.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست