responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 299

واحدة قبل دحو الأرض ورفع السماوات، ثم أفاض نورا من نور عزه فلمع قبسا من ضيائه وسطع، ثم اجتمع في تلك الصورة، وفيها صورة رسول الله صلى الله عليه وآله [1] فقال له تعالى: أنت المرتضى المختار، وفيك مستودع الأنوار، من أجلك أضع البطحاء وأرفع السماء، وأجرى الماء، واجعل الثواب والعقاب والجنة والنار وأنصب أهل بيتك علما للهداية، وأودع فيهم أسراري بحيث لا يغيب عنهم دقيق ولا جليل، ولا يخفى عنهم خفي، اجعلهم حجتي على خليقتي، وأسكن قلوبهم أنوار عزتي، و أطلعهم على معادن جواهر خزائني.
ثم أخذ الله تعالى عليهم الشهادة بالربوبية والاقرار بالوحدانية، وأن الإمامة فيهم، والنور معهم، ثم إن الله سبحانه أخفى الخليقة في غيبه؟، وغيبها في مكنون علمه، ونصب العوالم، وموج الماء، وأثار الزبد، وأهاج الدخان فطفا عرشه على الماء، ثم أنشأ الملائكة من أنوار أبدعها وأنواع اخترعها، ثم خلق المخلوقات فأكملها، ثم قرن بتوحيده نبوة نبيه، فشهدت له السماوات و الأرض والملائكة والعرش والكرسي والشمس والقمر والنجوم [وما في الأرض] بالنبوة والفضيلة، ثم خلق آدم وأبان للملائكة فضله وأراهم ما خصه به من سابق العلم فجعله محرابا وقبلة لهم فسجدوا له وعرفوا حقه.
ثم إن الله تعالى بين لآدم عليه السلام حقيقة ذلك النور ومكنون ذلك السر فأودعه شيئا وأوصاه وأعلمه أنه السر في المخلوقات، ثم لم يزل ينتقل من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية إلى أن وصل إلى عبد المطلب فألقاه إلى عبد الله ثم صانه الله عن الخثعمية حتى وصل إلى آمنة، فلما أظهره الله بواسطة نبينا صلى الله عليه وآله استدعى الفهوم إلى القيام بحقوق ذلك السر اللطيف، وندب العقول إلى الإجابة لذلك المعنى المودع في الذر قبل النسل، فمن واقفه قبس من لمحات ذلك النور اهتدى إلى السر وانتهى إلى العهد المودع في باطن الامر وغامض العلم، ومن غمرته الغفلة وشغلته المحنة عشى بصر قلبه عن إدراكه فلا يزال ذلك النور ينتقل فينا أهل


[1] في المصدر " وفيها هيئة نبينا صلى الله عليه وآله ".

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست