responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 255

جلائل الأمور من ذوي الرأي والنصيحة والذهن، أطواهم عنك لمكنون الاسرار كشحا ممن لا تبطره الكرامة ولا تمحق به الدالة (*) فيجترى بها عليك في خلاء أو يلتمس إظهارها في ملاء، ولا تقصر به الغفلة [1] عن إيراد كتب الأطراف عليك، و إصدار جواباتك على الصواب عنك، وفيما يأخذ [لك] ويعطى منك، ولا يضعف عقدا اعتقده لك، ولا يعجز عن إطلاق ما عقد عليك، ولا يجهل مبلغ قدر نفسه في الأمور، فإن الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره أجهل.
وول ما دون ذلك من رسائلك وجماعات كتب خرجك ودواوين جنودك قوما تجتهد نفسك في اختيارهم، فإنها رؤوس أمرك أجمعها لنفعك وأعمها لنفع رعيتك.
ثم لا يكن اختيارك إياهم على فراستك واستنامتك [2] وحسن الظن بهم، فإن الرجال يعرفون فراساة الولاة بتضرعهم وخدمتهم [3] وليس وراء ذلك من النصيحة والأمانة [شئ]. ولكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك فأعمد لأحسنهم كان في العامة أثرا وأعرفهم فيها بالنبل والأمانة [4] فإن ذلك دليل على نصيحتك لله ولمن وليت أمره، ثم مرهم بحسن الولاية ولين الكلمة واجعل لرأس كل أمر من أمورك رأسا منهم، لا يقهره كبيرها [5] ولا يتشتت عليه كثيرها، ثم تفقد ما غاب عنك من حالاتهم وأمور من يرد عليك رسله وذوي الحاجة وكيف ولايتهم وقبولهم وليهم


* الدالة: الجرأة.
[1] أي ولا تكون غفلته موجبة لتقصيره في اطلاعك على ما يرد من أعمالك ولا في اصدار الأجوبة عنه على وجه الصواب.
[2] الفراسة - بالكسر -: حسن النظر في الأمور. والاستنامة. السكون والاستيناس أي لا يكون انتخاب الكتاب تابعا لميلك الخاص.
[3] وفى النهج " بتصنعهم وحسن خدمتهم ".
[4] النبل - بالضم -. الذكاء و: النجابة والفضل.
[5] أي لا يقهره عظيم تلك الأعمال ولا يخرج عن ضبطه كثيرها.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست