responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 224

فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه، فألحح [1] ولا يقنطك إن أبطأت عنك الإجابة فإن العطية على قدر المسألة، وربما أخرت عنك الإجابة ليكون أطول للمسألة وأجزل للعطية، وربما، سألت الشئ فلم تؤته وأوتيت خيرا منه عاجلا وآجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته، ولتكن مسألتك فيما يعنيك مما يبقى لك جماله [أ] وينفى عنك وباله والمال لا يبقى لك ولا تبقى له، فإنه يوشك أن ترى عاقبة أمرك حسنا أو سيئا أو يعفو العفو الكريم.
واعلم أنك خلقت للآخرة لا للدنيا وللفناء لا للبقاء وللموت لا للحياة وأنك في منزل قلعة ودار بلغة، وطريق إلى الآخرة، أنك طريد الموت الذي لا ينجو [منه] هاربه ولابد أنه يدركك يوما، فكن منه على حذر أن يدركك على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك فيها بالتوبة، فتحول بينك وبين ذلك، فإذا أنت قد أهلكت نفسك.
أي بني أكثر ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه، واجعله أمامك حتى يأتيك وقد أخذت منه حذرك [2] ولا يأخذك على غرتك وأكثر ذكر الآخرة وما فيها من النعيم والعذاب الأليم فإن ذلك يزهدك في الدنيا ويصغرها عندك، وقد نبأك الله عنها ونعتت لك نفسها [3] وكشفت عن مساويها، فإياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهلها إليها، وتكالبهم عليها [4] وإنما أهلها كلاب عاوية


[8] يقال: ألح في السؤال: ألحف فيه وأقبل عليه مواظبا.
[2] الحذر - بالكسر -: الاحتراز والاحتراس. والغرة - بالكسر فالتشديد -، الغفلة.
[3] النعي: الاخبار بالموت والمراد أن الدنيا تخبر بحالها من التغير والتحول عن فنائها.
[4] التكالب، التواثب وتكالبهم عليها أي شدة حرصهم عليها.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست