responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 225

وسباع ضارية، يهر بعضها على بعض [1]، يأكل عزيزها ذليلها وكبيرها صغيرها قد أضلت أهلها عن قصد السبيل، وسلكت بهم طريق العمى [2] وأخذت بأبصارهم عن منهج الصواب، فتاهوا في حيرتها [3] وغرقوا في فتنتها، واتخذوها ربا، فلعبت بهم، ولعبوا بها ونسوا ما وراءها.
فإياك يا بني أن تكون قد شانته كثرة عيوبها [4] نعم معقلة وأخرى مهملة قد أضلت عقولها، وركبت مجهولها، سروح عاهة بواد وعث، ليس لها راع يقيمها. رويدا حتى يسفر الظلام، كأن قد وردت الظعينة [5] يوشك من أسرع أن يؤوب.
واعلم أن من كانت مطيته الليل والنهار، فإنه يسار به وإن كان لا يسير [6] أبى الله إلا خراب الدنيا وعمارة الآخرة.
أي بني فإن تزهد فيما زهدك الله فيه من الدنيا وتعزف نفسك عنها، فهي أهل ذلك، وإن كنت غير قابل نصيحتي إياك فيها فاعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك ولن تعدو أجلك وأنك في سبيل من كان قبلك، فاخفض في الطلب [7] وأجمل في


[1] الضارية: المولعة بالافتراس. يهر أي يكره أن ينظر بعضها بعضا ويمقت.
[2] العمى والعماءة: الغواية.
[3] فتاهوا أي ضلوا الطريق. والحيرة: التحير والتردد.
[4] الشين: ضد الزين. أي إياك أن تكون الذي شانته كثرة عيوب الدنيا. وعقل البعير بالتشديد شد وظيفه إلى ذراعه. والنعم - محركة -: الإبل أي أهلها على قسمين قسم كابل منعها عن الشر عقالها وهم الضعفاء وأخرى مهملة تأتى من السوء ما تشاء وهم الأقوياء.
[5] الظعينة: الهودج. عبر به عليه السلام عن المسافرين في طريق الدنيا إلى الآخرة كأن حالهم أن وردوا على غاية سيرهم. وقوله: " يؤوب " أي يرجع.
[6] وفى بعض النسخ " وإن كان واقعا لا يسير ".
[7] فاخفض أي وارفق من الخفض بمعنى السهل. وأجمل فيما تكتسب أي اسع سعيا جميلا لا بحرص ولا بطمع.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست