responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 190

إذ ثمرته الخلود في الجنة، وعدمه يوجب الخلود في النار، بخلاف العمل.
الثاني أن المراد أن النية بدون العمل خير من العمل بدون النية، ورد بأن العمل بدون نية لا خير فيه أصلا، وحقيقة التفضيل تقتضي المشاركة، ولو في الجملة.
الثالث ما نقل عن ابن دريد وهو أن المؤمن ينوي خيرات كثيرة لا يساعده الزمان على عملها، فكان الثواب المترتب على نياته أكثر من الثواب المترتب على أعماله.
الرابع ما ذكره بعض المحققين وهو أن المؤمن ينوي أن يوقع عباداته على أحسن الوجوه لان إيمانه يقتضي ذلك، ثم إذا كان يشتغل بها لا يتيسر له ذلك، ولا يتأتى كما يريد، فلا يأتي بها كما ينبغي، فالذي ينوي دائما خير من الذي يعمل في كل عبادة، وهذا قريب من المعنى الأول ويمكن الجمع بينهما ويؤيدهما الخبر الثالث والخامس [1] وما رواه الصدوق - ره - في علل الشرائع بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان يقول نية المؤمن خير من عمله، وذلك لأنه ينوي من الخير مالا يدركه، ونية الكافر شر من عمله، وذلك لان الكافر ينوي الشر ويأمل من الشر ما لا يدركه، وباسناده عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال له زيد الشحام: إني سمعتك تقول: نية المؤمن خير من عمله، فكيف تكون النية خيرا من العمل؟ قال: لان العمل إنما كان رئاء المخلوقين، والنية خالصة لرب العالمين، فيعطي عز وجل على النية ما لا يعطي على العمل، قال أبو عبد الله عليه السلام:
إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل، فتغلبه عينه فينام، فيثبت الله له صلاته ويكتب نفسه تسبيحا ويجعل نومه صدقة [2].
الخامس أن طبيعة النية خير من طبيعة العمل، لأنه لا يترتب عليها عقاب أصلا بل إن كانت خيرا أثيب عليها، وإن كان شرا كان وجودها كعدمها


[1] يعنى الحديث الثالث والخامس في باب نية الكافي، وهو كذلك في ما نحن فيه.
[2] علل الشرايع ج 2 ص 211، وسيجئ تحت الرقم 18 و 19.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست