responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 66  صفحه : 295

كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله حتى يرى اعتذارا، كان يفعل ما يقول ويفعل ما لا يقول كان إذا ابتزه أمران لا يدري أيهما أفضل، نظر إلى أقربهما إلى الهوى فخالفه، وكان لا يشكو وجعا إلا عند من يرجو عنده البرء، ولا يستشير إلا من يرجو عنده النصيحة، كان لا يتبرم، ولا يتسخط، ولا يتشكى، ولا يتشهى، ولا ينتقم ولا يغفل عن العدو، فعليكم بمثل هذه الأخلاق الكريمة، إن أطقتموها، فإن لم تطيقوها كلها فأخذ القليل خير من ترك الكثير، ولا حول ولا قوة إلا بالله [1].
نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه وكان خارجا من سلطان بطنه إلى قوله من ترك الكثير [2].
تبيين: قال ابن أبي الحديد: قد اختلف الناس في المعنى بهذا الكلام ومن هذا الأخ المشار إليه؟ فقال قوم: هو رسول الله صلى الله عليه وآله واستبعده قوم لقوله عليه السلام " وكان ضعيفا مستضعفا " فإنه لا يقال في صفاته صلى الله عليه وآله مثل هذه الكلمة و إن أمكن تأويلها على لين كلامه وسجاحة أخلاقه، إلا أنها غير لائقة به عليه السلام وقال قوم: هو أبو ذر الغفاري واستبعده قوم لقوله عليه السلام " فان جاء الجد فهو ليث غاد وصل واد " فان أبا ذر لم يكن من المعروفين بالشجاعة والبسالة، وقال قوم:
هو مقداد بن عمرو المعروف بمقداد بن الأسود وكان من شيعة علي عليه السلام و كان شجاعا مجاهدا حسن الطريقة، وقد روي في فضله حديث صحيح مرفوع، و قال قوم: إنه ليس بإشارة إلى أخ معين ولكنه كلام خارج مخرج المثل كقولهم فقلت لصاحبي ويا صاحبي وهذا عندي أقوى الوجوه انتهى [3].
ولا يبعد أن يقال: إن قوله عليه السلام فان جاء الجد فهو ليث غاد إلى آخره لا يقتضي الشجاعة والبسالة في الحرب، بل المراد الوصف بالتصلب في ذات الله، و


[١] الكافي ج ٢ ص ٢٣٧.
[٢] نهج البلاغة ج ٢ ص ٢١٤.
[3] شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 378.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 66  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست