responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 66  صفحه : 291

في الحقيقة باء العوض، نحو خذ هذا بهذا، وعد منه قوله تعالى " ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " [1].
" هؤلاء أولياء الله " فهو استفهام محذوف الأداة، ويمكن أن يكون خبرا قصد به لازم الحكم، والتأكيد في قوله " إن أولياء الله " الخ لكون الخبر ملقى إلى السائل المتردد على الأول، ولكون المخاطب حاكما بخلافه على الثاني، إن جعل قوله صلى الله عليه وآله " إن أولياء الله " ردا لقولهم " هؤلاء أولياء الله " أي أولياء الله أناس اخر، صفاتهم فوق هذه الصفات، وإن جعل تصديقا لقولهم، ووصفا للأولياء بصفات أخرى زيادة على صفاتهم الثلاث السابقة، فالتأكيد لكون الخبر ملقى إلى الخلص الراسخين في الايمان، فهو رائج عندهم، متقبل لديهم، صادر عنه صلى الله عليه وآله عن كمال الرغبة، ووفور النشاط، لأنه في وصف أولياء الله بأعظم الصفات، فكأنه مظنة التأكيد كما ذكره صاحب الكشاف عند قوله تعالى " وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا " [2].
" فكان سكوتهم ذكرا " أي عند سكوتهم قلوبهم مشغولة بذكر الله، وتذكر صفاته الكمالية، وآلائه ونعمائه وغرائب صنعه وحكمته، وفي رواية المجالس كما أشرنا إليه " فكان سكوتهم فكرا ".
وقال الشيخ البهائي رحمه الله: أطلق على سكوتهم الفكر، لكونه لازما له غير منفك عنه، وكذا إطلاق العبرة على نظرهم، والحكمة على نطقهم، والبركة على مشيهم، وجعل صلى الله عليه وآله كلامهم ذكرا ثم جعله حكمة إشعارا بأنه لا يخرج عن هذين، فالأول في الخلوة، والثاني بين الناس، ولك إبقاء النطق على معناه المصدري أي إن نطقهم بما نطقوا به مبني على حكمة ومصلحة.
" فكان مشيهم بين الناس بركة " لان قصدهم قضاء حوائج الناس، وهدايتهم وطلب المنافع لهم، ودفع المضار عنهم، مع أن وجودهم سبب لنزول الرحمة


[١] النحل: ٣٢.
[٢] البقرة: ١٤.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 66  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست