نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 62 صفحه : 49
كما قال علي عليه السلام: " لكل شئ قيمة وقيمة المرء ما يحسنه [1] " وأما آيات الأعراف فالمشهور أنها في بلعم بن باعورا كما مرت قصته في المجلد الخامس.
قال الدميري: قال قتادة: هذا مثل ضربه الله تعالى لكل من عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله " ولو شئنا لرفعناه بها " أي وفقناه للعمل بها فكان [2] يرفع بذلك منزلته في الدنيا والآخرة " ولكنه أخلد إلى الأرض " أي ركن إلى الدنيا وشهواتها ولذاتها فعوقب في الدنيا بأنه كان يلهث كما يلهث الكلب يشبه [3] به صورة وهيئة.
قال القتيبي: كل شئ يلهث إنما يلهث من إعياء أو عطش إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال [3] وحال الراحة وفي حال الري وفي حال العطش فضربه الله تعالى مثلا لمن كذب بآياته فقال: إن وعظته فهو ضال، وإن تركته فهو ضال كالكلب إن طردته لهث وإن تتركه على حاله لهث انتهى.
واللهث: نفس [5] بسرعة وحركة أعضاء الفم معها وامتداد اللسان [6]، قال الواحدي وغيره: هذه الآية من أشد الآي على أهل العلم، وذلك أن الله تعالى أخبر أنه آتاه من [7] اسمه الأعظم والدعوات المستجابات والعلم والحكمة فاستوجب بالسكون إلى الدنيا واتباع الهوى تغيير النعم [8] بالإنسلاخ عنها ومن ذا الذي [9]
[1] حياة الحيوان 2: 220. [2] في المصدر: فكنا نرفع. [3] في المصدر: فشبه به. [4] في المصدر: في حال التعب. [5] في المصدر: تنفس. [6] زاد في المصدر: وخلقة الكلب انه يلهث على كل حال. [7] في المصدر: آتاه آياته من اسمه. [8] في المصدر: تغيير النعمة عليه. [9] في المصدر: ومن الذي.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 62 صفحه : 49