responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 61  صفحه : 67

رقيقا [1] حتى يتناوله، ولو كان قصير الساقين وكان يخطو نحو الصيد ليأخذه يصيب بطنه الماء فيثور ويذعر [2] منه فيتفرق عنه فخلق له ذلك العمودان ليدرك بهما حاجته ولا يفسد عليه مطلبه.
تأمل ضروب التدبير في خلق الطائر فإنك تجد كل طائر طويل الساقين طويل العنق، وذلك ليتمكن من تناول طعمه من الأرض، ولو كان طويل الساقين قصير العنق لما استطاع أن يتناول شيئا من الأرض، وربما أعين مع طول العنق بطول المناقير ليزداد الامر عليه سهولة له وإمكانا، أفلا ترى أنك لا تفتش شيئا من الخلقة إلا وجدته على غاية الصواب والحكمة.
انظر إلى العصافير كيف تطلب اكلها بالنهار فهي لا تفقده ولا هي تجده مجموعا معدا، بل تناله بالحركة والطلب، وكذلك الخلق كله، فسبحان من قدر الرزق كيف قوته [3] فلم يجعل مما لا يقدر عليه إذ جعل للخلق حاجة إليه ولم يجعله مبذولا يناله [4] بالهوينا إذا كان لا صلاح في ذلك، فإنه لو كان يوجد مجموعا معدا كانت البهائم تتقلب عليه ولا تتقلع عنه حتى تبشم فتهلك، وكان الناس أيضا يصيرون بالفراغ إلى غاية الأشر والبطر حتى يكثر الفساد ويظهر الفواحش.
أعلمت ما طعم هذه الأصناف من الطير التي لا تخرج إلا بالليل كمثل البوم والهام [5] والخفاش؟ قلت: لا يا مولاي.


[1] في نسخة: خطوات رقيقات.
[2] أي ويخاف منه.
[3] في نسخة: " كيف قدره " وفي النسخة المخطوطة: كيف قدر.
[4] في نسخة: " ينال بالهوينا " أقول: الهوينا " التؤدة والرفق وهي تصغير الهونى، والهونى تأنيث الاهون.
[5] الهام جمع الهامة نوع من البوم الصغير تألف القبور والأماكن الخربة وتنظر من كل مكان، أينما درت أدارت رأسها، وتسمى أيضا الصدى.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 61  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست