responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 61  صفحه : 315

ولا يقع على شجرة اليقطين، ولذلك أنبتها الله على يونس عليه السلام حين خرج من بطن الحوت، ولو وقعت عليه ذبابة لألمته فمنع الله تعالى عنه الذباب فلم يزل كذلك حتى تصلب جسمه، ولا يظهر كثيرا إلا في الأماكن العفنة ومبدأ خلقه منها ثم من السفاد وربما بقي الذكر على الأنثى عامة اليوم، ومن الحيوان الشمسية [1] لأنه يخفى شتاء ويظهر صيفا.
وروى البخاري وغيره [2] أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله فان في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء، وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء.
وفى رواية النسائي وابن ماجة أن إحدى جناحي الذباب سم والآخر شفاء فإذا وقع في الطعام فامقلوه فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء.
وقال الخطابي: وقد تكلم على هذا الحديث بعض من لا خلاق له وقال: كيف يكون هذا وكيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي ذبابة؟ وكيف تعلم ذلك في نفسها حتى تقدم جناح الداء وتؤخر جناح الشفاء وما أداها إلى ذلك؟ قال: وهذا سؤال جاهل أو متجاهل فان الذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان [3] قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهي أشياء متضادة إذا تلاقت تفاسد، ثم يرى الله [4] سبحانه قد ألف بينها و قهرها على الاجتماع وجعل منها قوى الحيوان التي منها بقاؤه وصلاحه لجدير أن لا ينكر اجتماع الداء والشفاء في جزئين من حيوان واحد، وإن الذي ألهم النحلة أن نتخذ البيت العجيب الصنعة وأن تعسل فيه، وألهم الذرة أن تكتسب قوتها وتدخره لأوان حاجتها إليه، هو الذي خلق الذبابة وجعل لها الهداية إلى أن تقدم جناحا وتؤخر


[1] في المصدر: وهو من الحيوانات الشمسية.
[2] في المصدر: وروى البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان.
[3] في المصدر: ونفس سائر الحيوانات.
[4] في المصدر: ثم يرى أن الله.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 61  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست