responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 195

سميناه لطيفا للخلق اللطيف ، ولعلمه بالشئ اللطيف مما خلق من البعوض والذرة ، [١] ومما هو أصغر منهما لا يكاد تدركه الابصار والعقول ، لصغر خلقه من عينه وسمعه و صورته ، لا يعرف من ذلك لصغره الذكر من الانثى ، ولا الحديث المولود من القديم الوالد ، [٢] فلما رأينا لطف ذلك في صغره وموضع العقل فيه والشهوة للفساد[٣] والهرب من الموت ، والحدب على نسله من ولده ، ومعرفة بعضها بعضا ، وما كان منها في لجج البحار ، وأعنان السماء ، والمفاوز والقفار ، وما هو معنا في منزلنا ، ويفهم بعضهم بعضا من منطقهم ، وما يفهم من أولادها ، ونقلها الطعام إليها والماء ، علمنا أن خالقها لطيف وأنه لطيف بخلق اللطيف ، [٤] كما سميناه قويا بخلق القوي.

قال : إن الذي جئت به الواضح ، فكيف جاز للخلق أن يتسموا بأسماء الله تعالى؟ قلت : إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه أباح للناس الاسماء ووهبها لهم ، وقد قال القائل من الناس للواحد : واحد ، ويقول : قوي والله تعالى قوي ، ويقول : صانع والله صانع ، ويقول : رازق والله رازق ، ويقول : سميع بصير والله سميع بصير ، وما أشبه ذلك ، فمن قال للانسان : واحد فهذا له اسم وله شبيه ، والله واحد وهو له اسم ولا شئ له شبيه وليس المعنى واحدا ، وأما الاسماء فهي دلالتنا على المسمى لانا قد نرى الانسان واحدا وإنما نخبر واحدا إذا كان مفردا فعلم أن الانسان في نفسه ليس بواحد في المعني لان أعضاءه مختلفة وأجزاءه سواءا ، ولحمه غير دمه ، وعظمه غير عصبه ، وشعره غير ظفره ، وسواده غير بياضه ، وكذلك سائر الخلق والانسان واحد في


[١]الذر : صغار النمل.
[٢]هذا تنبيه منه 7 على وجود الحيوانات الحية والميكروبات المخفية عن الانظار و العقول ، قبل وجود المكبرات واختراع الميكروسكوب والمنظار بقرون ، وغير خفى أن العلم بذلك في أحد عشر قرنا قبل زماننا لم يك يحصل إلا لذوى النفوس الكاملة والانظار الثاقبة ، الذين خصهم الله من بريته بفضله ، وأيدهم بحكمته ، وانتجبهم لولايته من بين خلقه ، وعلمهم مالا يعلم غيرهم من عبيده.
[٣]وفي نسخة : والشهوة للبقاء.
[٤]وفي نسخة : لطيف يخق اللطيف.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست