responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 10  صفحه : 170

إن الساحر عالج الرجل فامتنع من مجامعة النساء ، فجاء الطبيب فعالجه بغير ذلك العلاج فابرئ.

قال : فما بال ولد آدم فيهم شريف ووضيع؟ قال : الشريف : المطيع ، والوضيع : العاصي ، قال : أليس فيهم فاضل ومفضول؟ قال : إنما يتفاضلون بالتقوى. قال : فتقول : إن ولد آدم كلهم سواء في الاصل لايتفاضلون إلا بالتقوى؟ قال : نعم إني وجدت أصل الخلق التراب ، والاب آدم ، والام حواء ، خلقهم إله واحد وهم عبيده ، إن الله عزوجل اختار من ولد آدم اناسا طهر ميلادهم ، وطيب أبدانهم ، وحفظهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، أخرج منهم الانبياء والرسل ، فهم أزكى فروع آدم فعل ذلك لا لامر استحقوه من الله عزوجل ، ولكن علم الله منهم حين ذرأهم أنهم يطيعونه ويعبدونه ولا يشركون به شيئا ، فهؤلاء بالطاعة نالوا من الله الكرامة والمنزلة الرفيعة عنده ، وهؤلاء الذين لهم الشرف والفضل والحسب ، وسائر الناس سواء ، ألامن اتقى الله أكرمه[١] ومن أطاعه أحبه ، ومن أحبه لم يعذبه بالنار.

قال : فأخبرني عن الله عزوجل كيف لم يخلق الخلق كلهم مطيعين موحدين وكان على ذلك قادرا؟ قال 7 : لوخلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب ، لان الطاعة إذا ما كانت فعلهم ، ولم تكن جنة ولانار ، ولكن خلق فأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته ، واحتج عليهم برسله وقطع عذرهم بكتبه ليكونوا هم الذين يطيعون و يعصون ويستوجبون بطاعتهم له الثواب وبمعصيتهم إياه العقاب.

قال : فالعمل الصالح من العبد هو فعله؟ والعمل الشر من العبد هو فعله؟ قال : العمل الصالح العبد يفعله والله به أمره ، والعمل الشر العبد يفعله والله عنه نهاه. قال : أليس فعله بالالة التي ركبها فيه؟ قال : نعم ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر بها على الشر الذي نهاه عنه.

قال : فإلى العبد من الامرشئ؟ قال : مانهاه الله عن شئ إلا وقد علم أنه يطيق


[١]في نسخة : وسائر الناس سواء إلا من اتقى الله ، فان من اتقى الله أكرمه اه.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 10  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست