responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 10  صفحه : 169

كما سخروا ، وهم خلق رقيق غذاؤهم التنسم ، والدليل على ذلك صعودهم
[١] إلى السماء لاستراق السمع ، ولايقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليها إلا بسلم أوسبب
[٢]

قال : فأخبرني عن السحرما أصله؟ وكيف يقدر الساحر على مايوصف من عجائبه ومايفعل؟ قال إن السحر على وجوه شتى : وجه منها بمنزلة الطب كما أن الاطباء وضعوا لكل داء دواء فكذلك علم السحرا حتالوا لكل صحة آفة ، ولكل عافية عاهة ، ولكل معنى حيلة. ونوع منه آخرخطفة وسرعة ومخاريق وخفة.
[٣] ونوع منه ما يأخذ أولياؤ الشياطين عنهم.

قال : فمن أين علم الشياطين السحر؟ قال : من حيث عرف الاطباء الطب ، بعضه تجربة ، وبعضه علاج.

قال : فما تقول في الملكين : هاروت وماروت وما يقول الناس بأنهما يعلمان الناس السحر؟ قال : إنهما موضع ابتلاء وموقف فتنة ، تسبيحهما : اليوم لوفعل الانسان كذا وكذا لكان كذا ، ولو يعالج بكذا وكذا لصاركذا ، أصناف سحر فيتعلمون منهما ما يخرج عنهما فيقولان لهم : إنما نحن فتنة فلانأخذوا عنا مايضر كم ولا ينفعكم.

قال : أفيقدرالساحر أن يجعل الانسان بسحره في صورة الكلب والحمار أو غير ذلك؟ قال : هو أعجز من ذلك وأضعف من أن يغير خلق الله ، إن من أبطل ماركبه الله وصوره وغيره فهو شريك لله في خلقه ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا ، لوقدر الساحر على ماوصفت لدفع عن نفسه الهموم والآفة والامراض ، ولنفى البياض عن رأسه والفقرعن ساحته ، وإن من أكبر السحر النميمة ، يفرق بها بين المتحابين ، ويجلب العداوة على المتصافيين ،
[٤] ويسفك بها الدماء ، ويهدم بها الدور ، ويكشف الستور ، والنمام أشر من وطئ على الارض بقدم ، فأقرب أقاويل السحر من الصواب أنه بمنزلة الطب ،


[١]في المصدر : غذاؤهم النسيم ، والدليل على كل ذلك اه.
[٢]فيه بيان إمكان الصعود إلى سائر الكرات بالاسباب ، كما أن ذلك يستفاد أيضا من قوله تعالى : « يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوا لاتنفذون الا بسلطان ».
[٣]الخطفة : الاختلاس والاستلاب بسرعة. والخفة : ضدالثقل في العمل وغيره.
[٤]تصافى القوم : اخلص الود بعضهم لبعض.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 10  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست