ثانيًا: فيما يختلف فريقان من المؤمنين ثم يتقاضيان عند النبي أو
الإمام، فلا بد أن يحكم لأحدهما على الآخر إن لم يتصالحا. فهناك يتمرد الفريق الذي
كان الحكم ضده، وهذا في حد الشرك بالله العظيم.
ثالثًا: الأمة الإسلامية عزيزة مقتدرة ذات قاعدة صلبة تتحدى أعاصير
الحوادث. وهكذا فهي متماسكة إلى أبعد مدى. ومثل هذه الأمة هي التي يريدها كتاب
الله المجيد، وعلينا أن نسعى جاهدين للارتفاع إلى مستواها، لا أن نحاول إخضاع قيم
الدين لمراكز ضعفنا وأسباب تفرقنا وعوامل الهزيمة فينا.
وقد صاغ القرآن الكريم بقدر كبير هذه الأمة. وذلك شاهد على إمكانية
صياغته لنا بمثل ذلك إن كنا نستجيب لنداء القرآن ونسلم لتعاليمه، وذلك فضل عظيم من
الله علينا أن وفقنا له.