responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 86

غني عن الحاجة لغيره، فهو قائم بحد ذاته عزّ وجلّ.

والربّ المطلق القدرة والعزّة والجبروت وجّه أنظارنا وعقولنا إلى ميزة من ميزات السماوات، ثم إلى الجبال، ثم إلى الأرض المنبسطة، وعليها الدواب المبثوثة من قِبله في كلّ ناحية. ثم لفت انتباهنا إلى ما في الأرض من نباتات.

مدارج الرؤية

وهذا التنسيق في رسم الصورة أمام عقل الإنسان وإدراكه الحسّي، إشارة واضحة إلى أن الإنسان ينظر وهكذا ينبغي أن يكون إلى السماء، باعتبارها رمزًا للسموّ والتسامي، وهي المحيطة به، ثم ينتقل بنظره إلى أضخم شي‌ء يصادفه، وهو الجبال، ومن ثم إلى الأرض من تحته. وحينما ينظر إلى الأرض، لا يثير اهتمامه بالدرجة الأولى التراب، لأن الإنسان عادةً لا ينظر إلى ما تحته حينما ينظر بحالة أفقيّة، وإنما يرى أمام عينيه الموجودات المتحرّكة الحيّة، ونقصد به الحيوانات ومن ثم النباتات. وهكذا يبيّن لنا في آية واحدة الصورة المتكاملة بكافة أبعادها: السماء والجبال والأرض وما فيها من حيوان ونبات.

مما يعني ضرورة أن يهتم المرء بتحويل فترة وجوده في الأرض إلى مدرسة مفيدة. ينظر ويفكّر فيها ويتدبّر حقائقها أينما ذهب واتجه؛ لأن العبرة تتأتى بالفكرة، لا سيّما وأن الله سبحانه وتعالى قد أضفى من جماله وجلاله على هذه الموجودات التي لا يجد المرء مناصًا من النظر إليها ومواجهتها في‌

كلّ لحظة من لحظات حياته. وهذا الجمال والجلال من شأنهما أن يزيدا المرء هيامًا وتعلّقًا،

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست