responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 163

شفى من الانهيار الحضاري المتوقّع، كما انهارت حضارة قوم لوط عليه السلام مثلًا بعد أن تفكّكت لديها عرى الأسرة، فانهارت بسبب الفساد الأخلاقي.

نعم؛ إنّ العاطفة التي يتكفّل بها بيت الأسرة، تؤثر تأثيرًا إيجابيّا كبيرًا في الإحساس بالكرامة، أمّا الشارع ودار الحضانة، فلا يتكفّلان بصناعة الشخصيّة المحترمة والكريمة لدى الإنسان. وحيث ينعدم الإحساس بالكرامة، ترى الوساوس الشيطانية والانجذاب إلى الأخلاق الرديئة، وإلى المخدّرات والجريمة، تأخذ دورها الفعّال في صياغة شخصيّة الإنسان لتكون شخصيّة منحطّة.

توصية مهمّة للوالدين‌

ولذا؛ فإنني أتوجّه بالنصيحة المباشرة للوالدين، فأقول لهما: حينما يرزقكم الله تبارك وتعالى ولدًا، بل حينما تكتشفون أنه سبحانه سيرزقكم ولدًا، فإن مسؤولياتكم الاجتماعية والسياسيّة وغيرها تتحوّل إلى مسؤوليات ثانوية، في مقابل مسؤوليتكم تجاه وليدكم القادم. بمعنى أن مهمّة تربية الأولاد أكبر بكثير من مهام الإنسان تجاه وظيفته أو عمله. وإن التهاون في مجال تربية الأولاد، يعني تعمُّد تخريج جيل فاسد والزجّ به في الوسط الاجتماعي. وهذا من أكبر الظلم وأعظمه، تجاه الأولاد والمجتمع، بل هو ظلم كبير يمارسه الوالدان تجاه نفسيهما أيضًا.

ولا يذهب القارئ خطأً؛ فنحن لا نخالف الوالدين في أن يمارسا مهامهما الطبيعية، وإنما نخالف- مخالفة قاطعة وصريحة ظاهرة التقصير في‌

حق أولادهما، ونخالف التهاون فيما يتعلّق بمسؤوليتهما الجسيمة بحقّ الأولاد. ولا مبرر أبدًا في أن ينهك المرء

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست