responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 162

وهذا يجسّد نعمةً واحدة من نعم الله على الإنسان. فما الذي يدعو هذا الإنسان أن يتناسى هذه النعمة الجليلة؟.

هذا إضافة إلى أن الأسرة محور انتقال الحنان والعطف، إذ ليس الإنسان كيانًا مادّيّا وجسديًّا فحسب، حتى لا يحتاج لغير ما يسد جوعه ويستر بدنه، وإنما له جانب روحي حيث ينبغي أن يُروى عاطفيًّا، بل إن حاجة ابن آدم إلى العاطفة أشد من حاجة أي كائن حيّ آخر، حسب معرفتنا.

وليس أقدر وأروع من الجوّ الأسري على تلبية هذه الحاجة؛ حتى إننا نجد في الأيتام بشكل عام أنهم يفقدون جزءًا أساسًا من شخصيّاتهم، وخصوصًا حينما لا يجدون من يسد لهم النقص العاطفي الذي يشعرون به ويعانون منه، وقد تستمر المعاناة لديهم طيلة فترة حياتهم.

أمّا ما يقال عن المدنيّة الغربيّة، وكونها قد حققت لنفسها السيطرة بسبب تمرّدها على الكيان الأسري، فإننا نرى هذا القول مبالغًا فيه، حيث إن أحد الركائز المهمة في التطوّر لدى الشعوب الغربيّة أنها تمرّدت فقط على مجموعة من الخرافات التي كانت منتشرة في أسرهم ومجتمعاتهم. وهذا شي‌ء لا يمكن إنكاره.

ولكن حينما أحرزوا التقدّم، استولى عليهم الغرور، واستولت عليهم النظرة المادّية، حتى أصبح واقع الحضارة الغربية واقعًا أعرج يكابر ويراهن على مسيرة غير مكتملة الجوانب. ولذلك فهي اليوم جراء هجرها لمتطلّبات‌

الكيان الأسري تعاني أزماتٍ متلاحقة بعد أن تفكّكت فيها عرى الدين والقيم الصحيحة والسليمة، ومنها قيمة الأسرة؛ حتى أنها أضحت على‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست