responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 44

1- وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ‌.

يستعرض القرآن المجيد في هذه الآية وما بعدها جملةً من الاقتراحات التي تُقدِّم ويتقدَّم بها الكفار سابقًا وحتى الآن، اعتراضًا منهم على بعثة الرسول ورسالته القدسية المُنزلة من عند الله سبحانه وتعالى. هذه الاقتراحات التي تُعبّر عن مستوى معارفهم وطبيعة ظنهم فيما يتعلق برسالات الله. ولا ريب في أن معارفهم كانت ضحلةً، وظنونهم خاطئة. لماذا؟. لأنهم كانوا قد ألغوا الآخرة من حساباتهم واستحوذ حب الدنيا عليهم، حتى جعلهم لا يرون الحقائق، وإن رأوها؛ فَمِنْ خلال منظار الدنيا المحدود .. فلم يعودوا يملكون أُفقًا، بعيدًا حتى صار شأنهم شأن من يرغب في الزواج من فتاة جميلة غير آبهٍ بحقيقة إصابتها بمرض قاتل ..

فالكفار تساءلوا معترضين على النبي ورسالته لكونه يأكل الطعام أو يمشي في الأسواق، وكأن المشي في الأسواق عيب على من يبعثه الله نبيًّا، وكأنهم- أيضًا- أرادوا له أن يكون كما الملك الجبّار الطاغية، الذي لايهتم إلَّا بإصدار الأوامر القاسية.

أو كان اعتراضهم هذا نابعًا من ظنهم بضرورة أن يعتزلهم مُبلِّغ الرسالة، ليخلو لهم جو الحياة ليفعلوا فيها ما يريدون. أي أن اعتراضهم كان نابعًا من رغبتهم في عزل النبي وما يُمثِّله من وجود قُدسي، وما جاء به من تشريع سماوي وديني عن واقع الحياة، وهو ما يُطلق عليه اليوم بفصل الدين عن الدنيا، وشرع الله عن السياسة. وفي الحقيقة يجسد اعتراضهم هذا رغبةً مبيَّتة في نفوس الكافرين تُعبِّر عن رفضهم لما يريده الله سبحانه وتعالى في خلقه،

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست