مهما كانت معارف الكافر واسعة، ومهما كانت حكمته بالغة، فلن تكون
كافية لإيصاله إلى الحقائق كلها؛ ذلك لأن الإيمان بالدنيا دون الآخرة إنما هو نصف
إيمان على أفضل الاحتمالات، وسبب ذلك أن الدنيا، وبكل المقاييس، لا يمكن أن تُضاهي
الآخرة أو تُقاس بها؛ إذ الآخرة أبقى وأغنى وأعظم وأكبر وأصفى وأنقى.