responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 278

ويُواجهون الضغوط التي يتعرَّضون لها من أنفسهم ومن المحيطين بهم في كافة تصرُّفاتهم، حتى ينطلقوا من مبادئهم الحكيمة، فترى مثلًا كيف تصرف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في أشد الظروف انطلاقًا من الحكمة الإلهية وليس من ردِّ فعله، وذلك في معركة الخندق حينما نازل عمرو بن عبد ود العامري، حيث شاهده المسلمون يقوم عن صدر الكافر الفاجر، فنادوه: أن يا علي أجهز عليه مادام ساقطًا على الأرض، ولكنه قام عنه قليلًا ثم عاد وقضى عليه. ولما سُئل عن ذلك، أخبرهم بأن خصمة قد وجّه إليه إهانة شخصية، فخاف أن يكون إجهاز ه عليه انطلاقًا من غضبه وانتقامًا لذاته، فقام عنه وصبر هنيئة ليبرد غضبه، ثم عاد إليه فقتله.

وليس يصل المرء إلى هذه الرؤية الصافية الثاقبة إلَّا حينما يذوب في بوتقة الحكمة، ويرتبط بالله ارتباطًا تامًّا.

2- وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً.

بلا إسراف وابتذال، وبلا اقتار وقبضٍ شديد، بل القوام هو المطلوب والمؤمَّل من المؤمن الكادح ليصل إلى منزلة (عباد الرحمن).

والقوام هو ما يُقام به النظم ويُعتمد عليه. وهذا يعني أن لعباد الرحمن ميزانًا يرجعون إليه في تصرُّفاتهم، مثل عطائهم أو إمساكهم. والميزان هذا قائم على الحكمة التي هي معرفة الحقائق زائدًا العزم على التصرُّف وفقها بما يُرضي الله تبارك وتعالى.

ومن هنا؛ يتَّضح أن الدين الإسلامي يهدف إلى تربية الفرد الصالح في أجواء مجتمع صالح، وضمن نظام اقتصادي فاضل، لأن مثل هذا النظام هو الذي يُنتج حياةً سليمة، نظرًا لأن النظام‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست