responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 89

ثانياً: الاستعانة بالصلاة والصبر وانتظار الفرج الموعود من الله.

ثالثاً: تشكيل جبهة من الصالحين الذين لم يَفسدوا بالنظام المنحرف، والإعتماد عليها في مقاومة الفساد.

ويبين القرآن: إن ما يقود الظالمين في حياتهم هي النعم الوافرة التي أُترفوا فيها، ويجرمون بحق الناس من أجلها، ويفسدون في الأرض غرورا بها، والله لا يهلك قرية صالحة- حاشا ربنا عن الظلم- إنما يهلكهم لفسادهم.

بينات من الآيات

ولا تركنوا إلى الذين ظلموا

[113] ليس الظالم وحده مجرم في المجتمع. بل الساكتون عنه أيضا مجرمون، والمتعاونون معه شركاء في الظلم، والله سبحانه ينهانا عن الركون إلى الظالمين بالمودة القلبية، وتقديم المشورة الفكرية لهم، أو طاعتهم ودعمهم ماديا، لأن كل ذلك سوف يسبب في اشتراكنا معهم في الجريمة، وبالتالي نيل نصيبنا من العذاب الذي إذا جاء عم الجميع‌ (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ) والركون ضد النفور وهو السكون إلى شي‌ء، والاعتماد عليه عن رضا. لذلك يجوز السكوت عن الظالم ظاهرا، تحينا للفرصة المناسبة للإطاحة به.

(وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) إن المجتمع الذي يسكت عن الظلم، أو يسكن إلى من يمارس الظلم بحقه لا يجد وليا ولا نصيرا لا في الأرض ولا في السماء، فلا الله ينصر هذا المجتمع الراضي بالظلم لأنه يأمره بالتمرد على الظالمين، ولا أولياء الله الذين ينتظرون تحرك المستضعفين ضد الظلمة حتى يتدخلوا إلى جانبهم. أما أن يحاربوا بديلا عنهم فلا ولا كرامة.

واستعينوا بالصبر والصلاة

[114] ولكي نقاوم إغراء السلطة والثروة اللتين يعتمدهما الظلم، ونقاوم ضغوطهما الشديدة، ولكي تبقى نفوسنا صامدة أمام التضليل، ونمتلك ثقة بقدرتنا على التحدي، بل وأيضا لكي نستعيد ثقتنا بأنفسنا، ونُكفِّر عن الذنب العظيم الذي ترتكبه عادة الجموع المستضعفة، وهو يأسهم من روح الله، وتأليههم للطغاة الظالمين، واعتقادهم بأنهم لا يقهرون، لكل ذلك لابد أن نستعين بالصبر والصلاة، كما قال ربنا سبحانه في سورة البقرة (وَاسْتَعِينُوا)

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست