responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 86

أهواءهم، والسبب أنهم لا يؤمنون حقا بالكتاب بل بأهوائهم، ولولا أن الله جعل الدنيا دار ابتلاء وفتنة. إذن لأيد الفريق المؤمن بالكتاب وخذل المفسرين له بأهوائهم.

(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) حيث قضى بتأخير الجزاء يوم البعث، او ليوم انتهاء مهلة الفاسقين ونصرة المؤمنين عليهم.

(لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) أي بأسلوب آخر غير تنزيل الكتاب الذي لم ينفعهم، ولم يوحدهم على الهدى بسبب طغيانهم واتباع أهوائهم، والإختلاف في الكتاب دليل الشك فيه‌ (وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ).

[111] والله لا ينظر إلى التبريرات التي يقدمها البشر لأعماله الضالة، والتخريجات الدينية التي يتعب نفسه في تركيبها على أهوائه، وبالتالي لا يعبأ بالتفسير الباطل للكتاب الذي يخدع نفسه به، إنما ينظر ربنا سبحانه إلى حقيقة أعماله، فيوفيه إياها وهو محيط علما بها وبخلفيتها (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) إن التأكيدات المتتالية في هذه الآية لدليل على أن البشر يخدع نفسه بالكتاب كما يخدعها بغيره، وأن الله سبحانه يُذكِّره بأن خداعه سراب، وأن عمله هو الباقي وحده.

فاستقم كما أمرت‌

[112] ولماذا يختلف الإنسان في الحياة أساسا؟.

لأنه لا يرضى بحدوده وحقوقه، بل يطغى ويحاول أن يتجاوز حدوده، ويعتدي على حرمات الآخرين، وحين يطغى الفرد يجرف بطغيانه القيم الإلهية التي وضعت في طريقه، ويحاول أن يفسرها حسب أهوائه لكي يجعل قيم السماء جزءاً من معاملاته الفاسدة.

من هنا كان من الصعب جدا على الناس مقاومة ضغط الأهواء باتجاه تفسير الكتاب حسب أهوائهم، والإستقامة في خط الكتاب، وتكييف أنفسهم حسب مقاييسه، وجاءت كلمة القرآن حاسمة لتؤكد هذه الحقيقة.

(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) وبعصمة الله، وبحسن التوكل عليه استقام الرسول، أما المؤمنون فإن معضلات الفتن ضغطت عليهم، وحرفت مسيرتهم، ولكنهم سرعان ما تابوا إلى الله فاستقاموا (وَمَنْ تَابَ مَعَكَ).

أما سبب الانحراف وتفسير الكتاب حسب الأهواء، وبالتالي الاختلاف فيه فهو

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست