responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 83

بينات من الآيات

فمنهم شقي وسعيد

[104] لماذا يؤخر الله العذاب؟ لأنه سبحانه قد حدد سلفا أجلا معدودا، وأعطى بحكمته ورحمته فرصة الابتلاء للناس ضمن هذا الأجل، فمن آمن وأصلح عمله، نفعه عمله ولم يخش أجله. ومن قَصَّرَ خسر فرصته التي لا تعود، ومتى ما استخرج المرء كل ما عنده من قابليات الخير أو الشر، بسبب تطور الزمان، فإنه ينتهي أجل إمتحانه، ولابد أن يستعد لمغادرة قاعة الامتحان وهي الدنيا إلى حيث جزائه في الآخرة (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ) أي لسبب وجود أجل معدود أخرجه الله للبشر في الدنيا.

[105] وإذا جاء ذلك اليوم الرهيب يعم الصمت المهيب ويقف الناس أمام ربهم ساكتين، لا يتكلم أحد إلا بإذن الله مما يدل على إحاطة سلطان الله عليهم‌ (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ).

وينقسم الناس على أنفسهم فريقين: شقي استنفذ فرص حسناته في الدنيا فلم يبق له حسنة هناك فتمحض في السيئات بأعماله السيئة فأصبح من أهل النار، وسعيد أخلص لله عمله حتى تمحض في الخير فأصبح من أهل الجنة (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ).

[106] أما جزاء الأشقياء فهم في نار لا يموتون فيها ولا يحيون، بل يكابدون ألوان العذاب، ولذلك تراهم يجرون الآهات الخفية حينا بسبب ضعفهم، والعالية حينا بسبب شدة الألم، فهم بين زفير وهو أول صوت الحمار، وشهيق وهو آخره‌ (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ).

[107] ويبقى هؤلاء خالدين في النار ما دامت السماوات والأرض التي تحيط بالنار من فوق ومن تحت‌ (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ).

والسؤال الذي وجهه المفسرون إلى أنفسهم هو: لماذا استثنى القرآن بمشيئة الله؟ وتعددت إجاباتهم حولها، وأعتقد أن الجواب الأقرب هو: أن الله يفي بوعده الصادق ولكنه لا يحتم عليه شي‌ء، بسبب ارتباط ذلك كله بمقام الربوبية، فالصلاة لأنها كانت لله فهي ذات ثواب عظيم، وكذلك ترك الصلاة أصبح عملا قبيحا ذا عقاب شديد بسبب ارتباطه بمقام الله العزيز المتعال. لذلك فهو الذي يحدد مداه وقدره، ومتى نهايته، وربما يشير إلى ذلك قوله سبحانه (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ).

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست