responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 80

[98] لماذا؟ ..

لأن فرعون لم يكن يرى الحياة إلا محدودة بإطار الدنيا، لم يكن يعلم شيئا عن الحياة الآخرة، لذلك فإن كل أفكاره، وكل قراراته كانت خاطئة. لأن فهمه الأساسي للحياة كان فهما خاطئا.

لذلك تراه يقود قومه الضالين إلى النار، وبئس ما يقودهم إليه‌ (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ).

[99] أوردهم في نار لا رحمة فيها ولا نعمة فيها ولا راحة فيها ولا نهاية لها. نار حرها شديد وقعرها بعيد ونورها ظلام والواردون فيها حطبها ووقودها.

بالإضافة إلى العذاب المادي المباشر الذي كان فرعون سببا له، عرض قومه إلى عذاب آخر هو عذاب السمعة المفقودة، واللعنة التي ظلت تلاحقهم إلى الأبد، وها هو القرآن نقرأه بعد آلاف السنين من هلاك فرعون وقومه، وهو يلعنهم. أفليس في ذلك عبرة ..

(وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً) في الحياة الدنيا، (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ) أيضا اللعنة تلاحقهم، بالإضافة إلى العذاب‌ (بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) تلك كانت الآثار المادية (الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) هذه هي الآثار المعنوية (الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) إذن ينبغي أن لا يطيع أحد أمر من لا يرشده بل يغويه ويضله.

[100] (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ) هذه القرى التي لا تزال قائمة، سوف لا تبقى إن كانت ظالمة لنفسها. أما تلك القرى التي حصدت وانتهت، حصدت كما يحصد الحقل فلا يبقى منها شي‌ء، تلك القرى ذهبت لتورثنا عبرتها.

عبرة القرى‌

[101] عبرة القرى التي حصدت هي ما يقول تعالى في الآية التالية (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ) عبرة تلك القرى أن ربنا سبحانه وتعالى، وفر الحياة الكريمة السعيدة لهم. وفر فرصة الهداية، وفي المنعطفات الخطيرة التي كانت تهددهم، أرسل ربنا إليهم المصلحين، وبذل هؤلاء المصلحون كل ما بوسعهم، فبشروا وأنذروا وحذروا وذكروا بالآيات وأثاروا فيهم دفائن العقول .. وكل ما كان بإمكانهم فعلوه إلا إجبارهم على الهداية، فلم يستجب أولئك لفرصة الهداية، فعاندوا وتحدوا واستكبروا وظلموا أنفسهم.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست