responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 79

وجاء موسى فرعون وملأه بسلطان مبين، إلا أن الملأ لم يتبعوا ذلك السلطان، بل اتبعوا أمر فرعون غير الكامل، وغير البالغ مستوى الرشد، لأنه يقود قومه إلى بئس المقام وهو النار كما أن اللعنة تلاحقهم، في الدنيا والآخرة، بئس العطاء، وبئست الضيافة والقرى.

هل ظلمهم الله؟ كلا .. إنما ظلموا أنفسهم حيث اتبعوا فرعون وسائر الآلهة من دون الله سبحانه، فلم تنصرهم الآلهة حين نزل عليهم عذاب الله، وكان أخذ الله شديدا وأليما.

فمن خاف عذاب الآخرة اعتبر بأبناء القرى، ومن لم يخف يوم القيامة حيث يجمع الناس وتشهده الملائكة فما عسى تنفعه الآيات والعبر؟.

بينات من الآيات

[96] الأنبياء عليهم السلام يأتون إلى الناس لكي يستأدوهم ميثاق فطرتهم، ويثيروا في انفسهم دفائن العقول. ولا يحتاج الانبياء إلى أن يأتوا إلى الناس بسلطان مبين، أي معجز خارق، ولكنه مع ذلك ترى أن رحمة ربنا سبحانه وتعالى، تأبى إلا أن تتم الحجة على العباد بصورة قاطعة، ولا يعذبهم إلا بعد أن تتم الحجة عليهم كاملة. ولذلك يقول ربنا (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ) ذلك السلطان كان الثعبان الذي ابتلع حبال أولئك السحرة، مما دعا السحرة أصحاب الحبال، إلى أن يسجدوا لله رب العالمين، ويؤمنوا بإله موسى وهارون، كما كان السلطان أيضا اليد البيضاء التي كانت لموسى عليه السلام معجزة خارقة.

ولكن فرعون الذي أرسل إليه موسى وإلى ملئه الذين أحاطوا به، رفض الرسالة.

[97] (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ) اتبع أولئك القوم أمر فرعون الذي كان يعبد من دون الله ولم يكن أمر فرعون قائما على أساس العقل ولا على أساس التجربة، إنما كان قائما على أساس الهوى والشهوات. وكم يكون الإنسان ظالما لنفسه حين يتبع من لا يتبع إلا شهواته. فإذا كانت الشهوات هي مقياس الطاعة، فأولى بك أن تتبع شهواتك من أن تتبع أهواء الآخرين.

المقياس في الطاعة للغير هو أن يكون ذلك الغير أكمل عقلا، وأفضل تجربة. أما إذا كانت أوامره أوامر طائشة، قائمة على أساس الانعكاسات المرحلية الآنية، ولم تكن قائمة على خطة عقلانية إيمانية سليمة، فكيف يمكنك أن تطيعه.

يقول ربنا (وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ).

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست