responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 76

نفسه ووضع أمام قومه واقعا جديدا هو سلوكه (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي).

ماذا لو أكشف سلامة رؤيتي، وصواب طريقي، وإنني على بينة واضحة أعطاها الله لي؟ أفلا يكون من الخطأ عدم التفكر في ذلك أساسا ورده رأسا؟!

(وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً) فأخلاقه الفاضلة، وسلوكه الحسن، وإرادته الصلبة، وصحته الجسدية، وتكامله المعنوي بالإضافة إلى رسالات الله التي لا يشك أحد في أنها نعمة كبرى. كل أولئك شواهد على أن سبيله مستقيم.

(وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) فانأ أول من يطبق الرسالة كدليل على صدقي، وقناعتي بها، وعدم تكلفي فيها.

(إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) فبالرغم من اختلاف الناس في مفهوم الصلاح والفساد في بعض الأبعاد التفصيلية، فإن أكثر الناس يعلمون أن تقريب القلوب، وتأليف التقوى، والوفاء بالمكيال والميزان، والإهتمام بالمحرومين والمستضعفين، كل ذلك صلاح، وأن الرسول يقوم شخصيا بفعل الصلاح، ويضرب بذلك مثلا على حقيقة رسالته.

(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) إن نسبة نجاح خطط الرسل تفوق كل النسب، مما يكشف عن عامل غيبي غير معروف للنجاح، وهو توفيق الله وسلامة الرؤية الرسالية، وهذا بدوره دليل على صدق الرسالة، كما أن وضع الخطط التي تعتمد على الغيب وتأخذ الغيب كعامل هام في معادلة الخطة، دليل آخر على صدق الرسالة وهذا هو التوكل، والرسول رجل غيبي ليس في تصرفاته وإنما أيضا في إنابته إلى الله، وضراعته الدائمة، وصلاته الكثيرة، ورشده وحلمه، وكأن شعيب عليه السلام من أكثر الأنبياء إنابة إلى الله حتى قالوا: إن كريمته قد ابيضت من كثرة البكاء خشية من الله، وشكرا له.

إرهاصات العذاب‌

[89] وحذر شعيب قومه من العناد، ومخالفة الرسالة لمجرد تحدي شعيب، وحاول أن يفهمهم بضرورة التفريق بين الفكرة وبين قائلها، فلو كانت سلوكيات الداعية أو أساليبه الإعلامية تثير فيهم الغضب، فلا يجوز أن يظلموا أنفسهم بمخالفة الفكرة الصحيحة، لأن ذلك سوف يسبب لهم متاعب كبيرة.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست