responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 67

(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) فبحلمه العظيم صبر على اذى قومه، على أمل أن يهتدوا في يوم من الأيام، ولا يزال ينتظر هدايتهم لا هلاكهم، ولأنه دائم التضرع إلى الله، وقلبه متصل أبدا بالله عن طريق المناجاة نراه يدعو الله لكي ينقذ قوم لوط، ويعطيهم فرصة أخرى للهداية دون أن يعلم الغيب، وإنه لا أمل فيهم أبدا، ولذلك فهو أواه، بيد أنه يسلم لله الأمر وينيب إلى ربه ولا يجعل الدعاء إذا لم يستجب سببا لعدم رضاه من الله فهو إذا منيب.

[76] ولأن إبراهيم منيب تجده يعود عن قراره بطلب الخلاص لقوم لوط، وذلك حين قال له ربه (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) فما دام الأمر لم يصبح جديا ومحتما يجوز أن يسعى الفرد لتغييره، بالعمل أو بالدعاء، وأما إذا قضى الله أمرا فلا يمكن تغييره.

في ضيافة لوط عليه السلام‌

[77] وانتقل رسل الله من عند إبراهيم عليه السلام إلى بيت لوط عليه السلام، وحدثت هناك المفاجأة الثانية حيث ضاقت الأزمة لتنفرج، واشتدت لتحل.

(وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِي‌ءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) إن لوطا حسب أن هؤلاء الرسل الذين جاؤوا إليه في صورة فتية حسان الوجوه، حسبهم أنهم ضيوفه وكان قومه يفعلون الفاحشة بالضيوف، لذلك استاء منهم وضاق ذرعا بحضورهم، ورأى أن ذلك اليوم شديد عليه، وأنه لا حيلة له في عمل شي‌ء أبدا، لأنه وحيد بين قوم طغاة لا يؤمنون بدين، ولا يدينون بشرف.

[78] ولما رأى قومه الفتية أسرعوا إلى بيت لوط عليه السلام ليفعلوا ما اعتادوا عليه من الفاحشة، ودعاهم لوط عليه السلام إلى ترك الشذوذ الجنسي والعودة إلى سنة الله في الحياة بالزواج من البنات.

(وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) أي يسرعون إلى بيته‌ (وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) قالوا: بأن لوطا عليه السلام طالبهم بزواج البنات من أمته وهن بناته بالأبوة الروحية والرسالية، أو كما قالوا: بأنه عرض عليهم بناته ليتزوجوا منهن، وكان ذلك العرض السخي من أجل نهيهم عن المنكر، بأي وسيلة ممكنة.

(فَاتَّقُوا اللَّهَ) وهكذا أمرهم بتقوى الله، وترك العادة السيئة، بعد أن أوضح لهم الطريق السوي لإشباع الشهوة الجنسية، وطالبهم لوط برعاية الشرف‌ (وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي)، فإن‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست