responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 66

(حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ‌ [1] مَنْضُودٍ [2] (82) مُسَوَّمَةً [3] عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)).

هدى من الآيات

وبعد أن ذهب عن إبراهيم الروع بسبب خوفه من الملائكة المرسلين، وتلقّى منهم البشرى، هنالك أخذ يتضرع إلى الله لنجاة قوم لوط. حقا كان إبراهيم قمة في الحلم. حيث لا يزال يرجو نجاة قومه. وقد اكتسب ذلك بعلاقته بربه العظيم. بيد أن الله أخبره أن أجل قوم لوط قد أتى، وأن لا مرد لعذاب الله.

في الجانب الآخر من الصورة نجد لوطا عليه السلام يضيق ذرعا بالمرسلين لعلمه بفساد قومه الذين أخذوا يهرعون إليه، استمرارا لعاداتهم السيئة. وطلب منهم لوط أن ينكحوا النساء اللاتي هن أطهر لهم من الشذوذ. ورجاهم بألا يتعرضوا لضيفه. وانتخاهم وقال أليس فيكم رجل رشيد؟!

فرفضوا، وعرف لوط ألا ملجأ له إلا الله ذا الركن الشديد. هنالك كشف الرسل عن أنفسهم، وطمأنوه وأمروه بأن يترك المدينة ليلا، لأن ميعاد العذاب قريب عند الصباح. وهكذا جعل الله مدن قوم لوط عاليها سافلها وأمطر عليها حجارة من سجيل منضود. سجلت باسمهم. وكانت جزاء الظالمين. وهلكوا وبقيت منهم عبرة للتاريخ.

بينات من الآيات

إبراهيم عليه السلام ينيب إلى الله‌

[74] حين سكنت نفس إبراهيم عليه السلام من المفاجآت، وبشر بالنصر، عاد إليه حنانه المتدفق نحو إنقاذ الناس من الجاهلية، وأخذ يجادل ربه في قوم لوط ويتضرع إليه أن يؤتوا فرصة أخرى للهداية (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ).

[75] ويشهد جدل ابراهيم عليه السلام ودفاعه المستميت عن الناس على مدى اهتمام الرسل بالناس، وإن دعوتهم ليست من أجل مصالح ذاتية، بل من أجل حبهم العميق للآخرين.


[1] سجيل: الحجارة الشديدة.

[2] منضود: متتابع في الإرسال أي بعضه يلاحق بعضاً، والمنضود من نضدت الشي‌ء بعضه على بعض.

[3] مسومة: المسومة من السيماء وهي العلامة.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست