responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 489

(مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً) كلما ضعفت نار جهنم باعتبارها مادة، يزودها الله سبحانه بالوقود لتزداد سعيرا- والعياذ بالله- فالعذاب دائم والنار تتجدد، ولا منقذ لنا من عذابها سوى أخلاق الإيمان، ومحض الطاعة، وانتهاز الفرص واختلاس لحظات العمر، لنقضيها في عبادة الله، وأمامنا فرصة عند كل منعطف في مسيرتنا. فرمضان ربيع المؤمنين، والحج معراج الصالحين، فيجب أن لا نفوت تلك الفرص، والحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام يقول

(مَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ إِلَى قَابِلٍ إِلَّا أَنْ يَشْهَدَ عَرَفَةَ) [1].

فلننقذ أنفسنا من نار جهنم التي لابد من ورودها كما قال (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً) [مريم: 71]. فمن استطاع إنقاذ نفسه، وتدرع ضد جهنم بلباس التقوى فقد فاز.

[98] (ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا) فعذاب جهنم الدائم جزاء من يكفر بآيات الله، لا شفقة ولا عطف عليهم لأنهم كفروا، إن حجب العصبية وحب الذات واتباع الشهوات تغطي قلوبهم ومن دون التخويف الذي يوقظ القلب، وينشط فيه العقل والإرادة لا يمكن اختراق تلك الحجب المتراكمة، وأي تخويف أعمق أثرا من تخويفهم بعذاب جهنم، هكذا يعالج الكتاب أمراض القلب، ويوفر للإنسان أفضل فرصة للخلاص من حجب قلبه.

البعث من جديد

(وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) وكأنما هذا الإشكال سينقذهم! إن الله قادر على البعث، وسيرون العذاب بعد حين، وحالة الاستغراب والتعجب التي حالت بينهم وبين الإيمان بالآخرة لن تفيدهم.

[99] (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)

أو لا تكفي الطبيعة بكل روعتها وبهائها وما بها من جبال، ووديان، وبحار، وأنهار، ومنظومات، ومجرات شهادة على قدرة الله سبحانه! وهل خالق كل هذا يعجزه خلق الإنسان من العدم، وما دام الفرد قد خلق لا من شي‌ء فهل يعجزه أن يعيد خلقه مرة أخرى؟!.

(وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لا رَيْبَ فِيهِ) للإنسان أجل لا ريب في ذلك، وأموره جميعا بيد الله، بقاؤه، حياته، موته، وحياته من جديد وإذا أخر الله سبحانه عذابهم فإنما رحمة بهم، وتنفيذا لأجل مقدر سلفا، ولعلهم يرجعون، ولكنهم بدل أن يشكروا نعمة الله وينتفعوا بهذه الفرصة


[1] الكافي: ج 4، ص 66.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست