responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 488

(الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: 33]. واستمرار التأييد الغيبي لدينه دليل على صدق النبي وصدق رسالته، وما أكثر الشواهد الغيبية، والألطاف الخفية والظاهرة التي أنعم الله بها على عباده المؤمنين في جهادهم.

ثالثاً: عظم درجة رسول الله صلى الله عليه واله ومنزلته الخصيصة عند الله فقد جرب بعض أصحابه كيف كان يشفع لهم عند الله في تحقيق مسائلهم، فيستجيب الله لهم، بل لا تزال الشفاعة إلى يومنا هذا، فالله يستجيب لكل مؤمن إذا توسل إليه بجاه رسوله، وقد جاء في الحديث فيما روى الطبراني في الأوسط عن علي عليه السلام موقوفا قال

(كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ) [1].

وهناك الكثير من الشواهد التي يوجزها الله سبحانه بقوله (كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً). هذا وقد ذهب البعض في تفسيره لهذه الآية (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) بأنها قطع للجدل والصراع بين الرسول صلى الله عليه واله وقومه حينما غضب عليهم لعنادهم، فقال (كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [الرعد: 43]. وهذا تفسير بعيد، بل هذه شهادة من الله على صدق الرسالة كما فعل الله لأنبيائه السابقين عليهم السلام، حيث حول نيران نمرود إلى برد وسلام على إبراهيم، وكانت حجة على صدق إبراهيم عليه السلام، وإغراق فرعون، ونصر موسى، وإحياء الموتى على يد عيسيعليه السلام وكثير من الحجج التي حدثنا عنها القرآن من هذا القبيل معاجز عاجلة أو آجلة تشهد.

على صدق الرسالات‌

[97] (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ) ثم يبين القرآن إن الله هو الهادي الذي يهدي العباد إلى الرسالة والإيمان بها، وسبق أن أوضحنا أن الهداية مرحلة متقدمة من التكامل البشري، لأن الإنسان لن يبلغ مرحلة الهداية إلا بعد رحلة شاقة، ولن يصل إليها الضال الذي حجبته المعاصي عن رؤية الحق وأولئك لا ينفعهم أحد من أوليائهم شيئا.

(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً) لأنهم لم يستفيدوا من نعم الحواس والعقل، لذلك سوف يسلبهم الله تلك النعم يوم القيامة، وهذا جزاء من عطل وظيفة عينيه وأذنيه ولسانه.


[1] وسائل الشيعة: ج 7، ص 96.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست