responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 448

وقد قال رسول الله في حديث له

(فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّ لِيَ المَغْنَمُ وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُوراً وَمَسْجِداً وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وَخَتَمَ بِي النَّبِيُّونَ) [1].

(وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً) يبدو أن زبور داود هو كتاب تربوي على شكل دعاء ومناجاة مع الله سبحانه، وكما هو معلوم فإن عدد كتب الله مائة وأربعة وعشرون كتابا، أُنزل كل كتاب ليواكب ذلك الظرف الزمني المعين ولعل ذكر زبور داود دون غيره كان للأسباب التالية

1- إن الله بشر فيه بالنبي محمد صلى الله عليه واله وأنه سوف يورث أرضه عباده الصالحين.

2- إن اليهود زعموا أن الله لم يرسل بعد موسى أحدا وكان داود بعده نبيا مرسلا باعترافهم.

3- إن تفاضل الأنبياء لم يكن بالملك بل بالرسالات، فبالرغم من أن داود كان ملكا لم يذكر الله هنا ملكه بل ذكر الكتاب الذي أنزل عليه وهو الزبور وهو يتميز بين سائر الكتب بأنه كتاب دعاء وكان هذا أعظم ميزة له بين سائر الكتب.

الآلهة الزائفة

[56] (قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلًا) لابد أن نجعل الإيمان بالله محورا لحياتنا وتحركنا، لأن ما دونه من الآلهة لن تستطيع أن تنفعنا أو تضرنا، وهم بالإضافة إلى ذلك اعجز من أن يقوموا بما نريد بل يعجزون عن القيام بما يريدون لأنفسهم، فكيف يقومون بحاجات الناس، وهنا نلاحظ من كلمة (زعمتم) أي ادعيتم وصنعتم، فالإنسان هو الذي يصنع الطاغوت المتسلط، ويصنع الصنم الجامد، ويصبغ عليه القوة ومن بعد ذلك يخافه، وهو يعلم أنه لا يملك كشف الضر عنه عوضا عن تحويله.

[57] (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ) هؤلاء الأولياء الذين يزعمون بأنهم آلهة إنما هم عباد له ضعفاء يبتغون رضا ربهم، ويريدون الوسيلة إليه، فكلهم فقير محتاج إلى رحمته، ويريد الزلفى إليه بفطرته وربما بإيمانه أيضا في هذه الآية، وفي آيات مشابهة تحير طائفة من المفسرين وتساءلوا من هم أولئك الذين يدعون وكيف أنهم يبتغون الوسيلة إلى الله ربهم؟.


[1] الدر المنثور: ج 3، ص 204.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست