responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 447

الآخرة)

لَيْسَ هُوَ جِرَاحاً بِالمُدَى وَلَا ضَرْباً بِالسِّيَاطِ وَلَكِنَّهُ مَا يُسْتَصْغَرُ ذَلِكَ مَعَهُ) [1].

أذن قد يدخل الجنة ذلك الإنسان الذي نعتقد بأنه منحرف فاسق، بينما ندخل نحن النار. قال الله سبحانه وتعالى: يصف أهل النار (وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنْ الأَشْرَارِ (62) أَاتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمْ الأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) [سورة ص‌] إذا فلا تحكموا على الناس أحكاماً ارتجالية بل ليكن مقياسنا في الحكم عليهم بمدى التزامهم بالقيم.

إذن لا تغتر بحسناتك، ولا تعب على الناس سيئاتهم، ولا تعتبر نفسك أفضل من الناس. ولعل الشخص يعيب على أخيه فعلا وهو يرتكب ما هو أقبح منه، بل قد يكون ذلك الفرد معذورا في تصرفه دونه، فلعل ضغوطا تربوية أو اقتصادية أو اجتماعية تكره الفرد على اقتراف ذلك الفعل القبيح، بينما الذي يعيبه يرتكب ذات الفعل بلا ضغوط فيغفر الله لصاحبه ولا يغفر له.

وما أرسلناك عليهم وكيلا

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) بعث الرسول بالرسالة شاهدا ومبشرا ونذيرا، ولم يبعث وكيلا على الناس يدخل من يشاء منهم في رحمة الله، ويخرج منهم من يريد. إنما هذه المهمة هي مهمة الله وحده.

فإذا ليس باستطاعتك أنت أن ترتب الناس ضمن خانات تصنعها حسبما تريد، ألم تسمع هذا الحديث: عن أبي ذر رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه واله قَالَ

(إِنَّ رَجُلًا قَالَ يَوْماً: وَالله لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ ذَا الَّذِي تَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَ الثَّانِي بِقَوْلِهِ: لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَان‌

) [2].

[55] (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) أي ربك اعلم بالناس وبأعمالهم ماذا سيفعلون؟ لاحظ وجود (من) الموصولة التي تأتي للعاقل فنستطيع أن نقول: إن ربك أعلم بالذي في السماوات والأرض من الجنس العاقل سواء كان بشرا أم ملائكة.

(وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) الأنبياء كسائر البشر خلقوا بتفضيل وأفضل من الأنبياء الرسل فأفضل الرسل خمسة: وهم أولو العزم وأفضل أولي العزم رسول الله صلى الله عليه واله‌


[1] نهج البلاغة: خطبة: 176.

[2] وسائل الشيعة: ج 15 ص 336.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست