responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 349

إلى شراب سائغ.

(ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا) أي الطرق المعبدة التي هيأها الله لك، فقد جعل الله للهواء سبلا كما للأرض، وهي الأيسر سلوكا والأقل مطبات هوائية، ويتعرف عليها الطيارون بصعوبة، بينما أوحى الله بها إلى النحل وغيره مما يطير بجناحيه.

(يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ) والعسل يلقيه النحل من فيه، بعد أن يتفاعل في بطنه، ولذلك عبر ربنا عن ذلك بأنه يخرج من بطون النحل‌ (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) من أمراض مختلفة، ويعطي الجسم حيوية ومناعة عن الأمراض‌ (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

إن النحل هذا الحيوان المستهان في الدنيا، يأمره الله بأن يحقق هذا الهدف، وعلمه وسائل ذلك وكيف يبني بيته؟ وكيف يتخذ لنفسه يعسوبا، وكيف يتوالد؟ كل هذه السنن الإلهية تستقطب اهتمامنا، وتجعلنا نعترف خاشعين بأن للكون المهيب إلها يدبر شؤونه سبحانه، ويبدو أن معرفة أسرار النحل بحاجة إلى بحث مثابر، ولذلك عقب الله الآية بأن النحل آية للمتفكرين، بينما لا تحتاج آية الثمرات إلى ذلك الجهد الفكري، بل إلى حفظ التجارب الزراعية، لذلك بين السياق هناك أن الثمرات آية لمن يعقلون، واكتفى في مراقبة الأمطار بالسماع فقال (لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)، وهكذا تختلف أسرار الحياة فبعضها تفهم بأقل دراسة، بينما بعضها الآخر تفهم بدارسة معمقة، وتبقى بعضها متوسطة.

دليل التدبير

[70] وتطورات الحياة البشرية تهدينا إلى تلك الإرادة التي توجه حياتنا، لقد خلقنا الله وحين يشاء يسترد أمانته منا فيميتنا، وقد يشاء أن يعمر الفرد طويلا حتى يبلغ سن الكهولة، فإذا به يفقد ما حصل عليه أيام شبابه من علم وخبرة.

(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) أي العمر الأكثر هبوطا، كما كان في أيام الصبا والطفولة (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) فأصل علم الإنسان هبه إلهية. ويزداد بالسمع والإعتبار والتعقل والتفكر، بينما علم الله واسع دائم.

حدود الحرية البشرية

[71] والإنسان حر في الحياة، ولكن حريته محدودة، مما يهدينا إلى أن يد الغيب تدبر حياته، وأن الحرية المحدودة التي يملكها إنما هي لإختباره وليست من ذاته، لذلك ترى مواقع‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست