قبل الإجابة لنعرف معنى الكلمة، والتي يقول عنها اللغوي الراغب:
(الوحي الإشارة السريعة ولتضمن السرعة قيل أمر وحي وذلك يكون بالكلام على سبيل
الرمز والتعريض، وقد يكون بصوت مجرد عن التركيب، أو بإشارة بعض الجوارح)
[1]. وقال العلامة الطباطبائي: (والمحصل من موارد استعماله: أنه إلقاء
المعنى بنحو يخفى على غير من قصد إفهامه) [2].
1- فالإلهام بإلقاء المعنى في فهم الحيوان من طريق الغريزة من الوحي
(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ).
2- وكذا ورود المعنى في النفس من طريق الرؤيا
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى) [القصص: 7].
3- أو ورود المعنى في النفس من طريق الوسوسة
(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ)
[الأنعام: 121].
والوحي من الله إلى النحل يتناسب وجو الآيات العام، الذي يهدينا إلى
آيات الله في الحياة، ليبرز دور الإلهام في العلم، ابتداء من إنزال الكتاب إلى
العلم الذي يسلبه الله عمن يبلغ أرذل العمر.
حيث أن الآية هذه تشير إلى دور الإلهام المباشر من قبل الله في حياة
النحل، فكيف بالإنسان، وأن من يتعالى على الوحي المنزل من السماء فإنما يتكبر على
أوضح وأبسط الحقائق التي يعيشها في حياته، وهي النور الذي يضيء له دروب الحياة،
وقد يكون ذلك سببا لتسمية هذه السورة المباركة بإسم النحل.
[69] ثم أمر الله النحل بأن تأكل من زهرة الأثمار،
والتي هي خلاصة مواد الثمر قبل بروزه، متخذة السبل الإلهية، والأنظمة التي وضعها
الله للحياة، حتى تتحول تلك الزهرات